ذكرت الأخت حنان كل شيء إلا السبب الرئيس الذي جعل الخليجي يتزوج من الدول العربية، لم تستطع الأخت حنان كتابة هذا السبب ولكنه يقرأ بين السطور، الحكايات التي ذكرتها الأخت حنان جميعها لمعددين إلا حالة واحدة تصنف على أنها حالة فردية لمختلين عقلياً وهي حكاية المهر المشترك، إذن السبب حسب ما ذكرته الأخت حنان وحسب ما نسمعه من الذين يطلبون الزواج من خارج الوطن هو رفض الخليجية للتعدد مما دعا الخليجي للبحث عن حلول أخرى. آباؤنا وأجدادنا على أيامهم لم يفكروا يوماً أن يعددوا حتى خارج محيط القرية وذلك لأن ثقافة المجتمع الصغير آنذاك تسمح بذلك التعدد وتحث عليه، أما اليوم فحين يريد الخليجي التعدد لا يستطيع إلا إن كان من الأغنياء حيث يكون هناك نفس المعادلة التي بموجبها تقبل المرأة العربية الزواج من خليجي. هنا يتضح جلياً أن سبب المشكلة هي المرأة الخليجية التي أجبرت الرجل على البحث عن حلول نتفق جميعاً على أنها خطيرة وأن تداعياتها قد تكون مدمرة، وكان من المفترض على الأخت حنان أن تحث بنات جنسها على التعدد وعلى اتباع سنة الهادي الأمين وليس الإشارة بشكل أو بآخر إلى أن من ذهب ليتزوج معدداً وكأنه ارتكب كبيرة، ولتتضح الرؤية أكثر على أن سبب زواج الخليجي من الدول العربية الشقيقة هو رفض الخليجية للتعدد. لم نسمع إلا نادراً جداً أن شاباً لم يسبق له الزواج أن طلب أو رغب بالزواج من الخارج إلا إن كان هذا الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وهنا تأتي معادلة من نوع آخر. وهنا يتضح بما لا يدعو مجالاً للشك أن القضاء على مشكلة العنوسة الخليجية تتم عن طريق قبول الخليجية للتعدد فليس هناك حل آخر، نعم نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى نحتاج إلى إحياء ثقافة التعدد وفق قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وأن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً} وقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» ولم يقل إذا أتاكم شاب غني وجميل، لا شك أن النفس ترتاح للشباب و... و... ولكن حين تغلق الأبواب فمن ظلم المرأة الخليجية لنفسها أن رفضت التعدد ومن ثم اتهمت الخليجي بالصدود، ولا شك أيضاً أن هناك حكمة ربانية لمشروعية التعدد منها ما يتعلق بالخلقة التي خق الله بها الرجل والمرأة وغيرها من ما ذكر في الأحاديث النبوية الشريفة. إذن الطريق للقضاء على العنوسة وعلى الفساد الذي حذر منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو الزواج بشكل عام وقبول التعدد على وجه الخصوص.