قبل بضعة أشهر وربما قبل ذلك بكثير، اكتشف رجال الأمن السعودي بأن بعض الخارجين عن القانون من الإرهابيين من الفئة الضالة يستخدمون المخدرات، مثل المواد المنشطة، كالحبوب المعروفة بالكبتاجون، وهي نوع من أنواع مادة علاجية منشطة معروفة طبيا باسم مادة الامفيتامين، وهذه المادة يستخدمها عادة الأشخاص الذين يرغبون في السهر والنشاط، وقد انتشرت أثناء الطفرة بين سائقي الشاحنات التي تنقل المواد، فكان السائقون يتعاطونها حتى يسهروا ويعملوا أكثر وبالتالي تعود عليهم بمبالغ إضافية، وهذا الاستخدام قاد الكثير منهم إلى أمراض عقلية وعصبية، حيث ان هذه المادة تؤثر بشكل قوي على افراز مادة تعرف بالدوبامين، وكثرة افراز هذه المادة يرسب أعراضاً عقلية تشبه أعراض مرض الفصام، وتفقد الانسان سيطرته وقدراته العقلية، وتجعله يعاني من هلاوس وضلالات ويتخيل أشياء غير موجودة، ويصبح شكاكاً، شرساً، لا يحسب عواقب ما يقدم عليه من أفعال. المادة الثانية التي اكتشف رجال الأمن هي مادة الحشيش - ولست متأكداً - هل هو للاستعمال أم للمتاجرة والترويج وبالتالي يحصلون على أموال، أو ربما يبادلونه بأسلحة أو خدمات من أشخاص مدمنين على الحشيش من مختلف الطبقات..!! الحشيش والمخدرات أمر معروف في الحروب، خاصة الحروب الأهلية، وحرب العصابات، وأكبر مثل هو الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت عام 1975، ولعبت المخدرات دوراً بارزاً في هذه الحرب. فالحشيش في لبنان زراعة وصناعة وتجارة كان وقود الحرب اللبنانية..! فتعامل معه جميع الطوائف والميليشيات اللبنانية.. فالكل كان يتعامل مع الحشيش بطريقة ما.. فئة تزرع الحشيش، وفئة تضعه وفئة تقوم بعمليات التجارة بالحشيش وتوفير المال اللازم لاستمرار الحرب الكريهة الطائفية التي دمرت بلداً جميلاً، كان من أجمل مدن الشرق..! الحشيش كان يوزع على المقاتلين في المتاريس وأماكن المعارك في بيروت والجبل وبقية مناطق لبنان. حيث كان كل مقاتل يحصل على نصيبه من الحشيش وبعض المخدرات الأخرى منها المواد المنشطة مثل الكبتاجون. ورغم اختلاف مفعول كلتا المادتين إلا ان الجميع كان يستخدمها.. كانوا يستخدمون الكبتاجون للسهر والنشاط ولكن كان ذلك خطأ من جميع الجوانب، فبعض الذين يستخدمون الكبتاجون، يفقدون السيطرة العقلية، ويصبحون غير طبيعيين، وهذا ما قاد إلى جرائم وقتل بشع أثناء الحرب اللبنانية.. فالذين يستخدمون الكبتاجون بكميات كبيرة ولفترات طويلة فإنه يؤثر على قدراتهم العقلية ويغير من كيمياء العقل، فيصبح عنيفا بشكل غير طبيعي ويتصرف تصرفات غاية في البشاعة والعنف..! وما حدث في مدينة الرس في الاشتباكات الأخيرة، والاسلوب الذي استخدمه الإرهابيون ربما يكون ذلك تحت تأثير هذه المادة المنشطة، خاصة انها وجدت بكميات لا أعلم حجمها، ولكن اعتقد انها كميات لا بأس بها، فصمود الإرهابيين وعنفهم وقسوتهم، لا يمكن تبريرها إلا بأنهم كانوا تحت تأثير مواد مخدرة أو منشطة تفقدهم التمييز وتجعلهم أقرب إلى الوحوش منهم إلى البشر.. فتصرفاتهم مع زملائهم ممن قتلوا برصاص رجال الأمن ومحاولة إحراقهم بشكل بشع بعيد كل البعد عن التصرف لشخص طبيعي..! ثم عنفهم مع الجميع لا يمكن أن يكون نتاج فكر وسلوك طبيعي ليس تحت تأثير مواد تجعل الشخص متبلد الاحساس، يقتل بدم بارد، بل ان تصفياتهم لبعضهم، عند الشكوك بأن شخص ما سوف يستسلم، قد يكون دليلاً على استخدامهم لمادة الكبتاجون التي تجعل الشخص يتخيل أشياء غير واقعية، ويصبح شكاكاً بشكل مرضي.. وهذا ربما ما يفسر سلوكهم المتخبط أحياناً في الدخول في معارك قد لا يكونون مستعدين لها، أو اطلاقهم النار دون مبرر عند بعض الحواجز الأمنية، والتي كان من الممكن أن يعبروها بسلام، ولكن الشكوك المرضية والبارانويا يجعلهم يرتابون ويرتبكون ويقعون أنفسهم في شر أعمالهم. إن استخدام المخدرات والمنشطات أمر غير مستغرب في الأعمال الإرهابية التي يقوم بها مجموعة ممن تم غسيل مخهم بأفكار خطيرة جداً.. وللأسف بأننا يجب أن نكون حذرين في التعامل مع هذه الفئة..!! إن هناك بعض المتعاطفين مع هؤلاء الفئة، ينكرون هذه الأمور، حول استخدام المخدرات أو المنشطات من قبل هذه الفئة الإرهابية.. ولكن الذي يقوم بأكثر الأعمال حرمة، وهي قتل النفس المحرمة المعصومة، والتي جعلها تعالى من الكبائر، حتى انه جعل من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً، فكيف وهم يفعلون ذلك، ألا يبيحون استخدام مثل هذه المنشطات والمخدرات..!!