وصل موفد موسكو ميخائيل مرغيلوف امس الى بنغازي في اول زيارة يقوم بها مسؤول روسي الى معقل الثوار الليبيين شرق البلاد، كوسيط بين المعسكرين في حين بادر الصينيون ايضا بالتحرك من اجل ايجاد حل للنزاع. وفي الاثناء سمعت ثمانية انفجارات قوية على الاقل وسط العاصمة الليبية طرابلس ثم ارتفعت سحابة دخان كثيفة فوق قطاع مقر اقامة الزعيم معمر القذافي في باب العزيزية، كما ذكر مراسل فرانس برس. وقد دوى الانفجار الاول في الساعة 10,54، ثم تلته سبعة انفجارات اخرى بفارق بضع دقائق. وتصاعدت سحابة دخان كثيفة من احدى ثكنات الحرس الشعبي امام مقر اقامة القذافي. وقد تعرضت المنطقة مرارا الى غارات الحلف الاطلسي. ولدى وصوله الى بنغازي "عاصمة" الثوار بشرق البلاد، صرح مرغيلوف للصحافيين "جئنا الى بنغازي لتسهيل الحوار بين المعسكرين. روسيا في موقف فريد، فما زالت لها سفارة في طرابلس وجاءت اليوم تلتقي حركة التمرد". واوضح الموفد الروسي انه يزور القاهرة اليوم وانه "سيكون مستعدا في وقت لاحق للتوجه الى طرابلس"، دون تحديد موعد. اعمدة دخان كثيفة تتصاعد بالقرب من باب العزيزية جراء قصف الاطلسي (ا ف ب) والتقى مرغيلوف ممثل الكرملين في افريقيا، مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي -القيادة السياسية في الثورة- ومساعده محمد جبريل والمسؤول العسكري عمر الحريري. واكد امام الصحافة التزام بلاده من اجل الحوار مع تاكيده "نرى ان القذافي فقد شرعيته منذ الرصاصة الاولى التي قتلت بريئا". وقد دعا الرئيس ديمتري ميدفيديف العقيد معمر القذافي الى التنحي عن السلطة، منتقدا في الوقت نفسه العمليات العسكرية للحلف الاطلسي في ليبيا، ومعتبرا ان الاطلسي قد تجاوز تفويض الاممالمتحدة. كذلك اقتحمت الصين الساحة الدبلوماسية الليبية وبدأت تقيم اتصالات من اجل ايجاد حل بعد اكثر من ثلاثة اشهر من اندلاع الازمة. ويتدخل حلف شمال الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا منذ 19 اذار/مارس في ليبيا بتفويض من الاممالمتحدة لحماية المدنيين لا سيما نظام معمر القذافي قمع الانتفاضة الشعبية انطلقت في منتصف شباط/فبراير. وقد امتنعت روسيا على غرار الصين عن التصويت في مجلس الامن الدولي على القرار 1973 الذي يجيز الغارات الدولية على ليبيا. واعلنت الحكومة الصينية ان وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وصل امس الى الصين من اجل ايجاد حل سياسي للازمة الليبية بينما وصل دبلوماسيون صينيوين الى بنغازي لمقابلة القيادة السياسية للثورة. وتملك الصين مصالح اقتصادية كبيرة في ليبيا التي كانت من اكبر منتجي النفط والتي اجلت منها في شباط/فبراير واذار/مارس في عملية واسعة النطاق حوالى 36 الف من رعاياها الذين كانوا يعملون في قطاع المحروقات والبناء والسكك الحديدية والاتصالات. وتعتبر المحادثات بين المجلس الوطني الانتقالي والصين بمثابة نجاح دبلوماسي للثوار الليبيين لا سيما ان الصين تعتمد عادة مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى كاحد محاور سياستها الخارجية. من جهة الاوروبيين يتوقع ان تزور وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث اليوم بنغازي. من جانب اخر افاد مصدر قريب من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان حكومة معمر القذافي الليبية سترسل موفدا الى اجتماع هذه المنظمة الذي سينعقد اليوم في فيينا وذلك رغم انشقاق الموفد السابق شكري غانم المتعود على المشاركة في اجتماعات المنظمة. واكد المصدر لفرانس برس ان عمران ابوكراع، المسؤول السابق في شركة الكهرباء، سيمثل طرابلس في ذلك الاجتماع. وعلى الصعيد الانساني رست سفينة ليبية قادمة من بنغازي الاثنين في ميناء صفاقس التونسي (جنوب) وعلى متنها 24 جريحا وفريقا طبيا على ما افادت وكالة الانباء التونسية. واعلنت الاممالمتحدة ان منذ بداية الانتفاضة في منتصف شباط/فبراير سقط ما بين 10 الى 15 الف" قتيل في ليبيا وفر منها 890 الفا.