دقت ساعة عصر الأربعاء الماضي وحلت ساعتها!! جاء الخبر وكأنه إعصار حل بساحتي وساحة كل من يعرف سعاد!!! لقد دخل وقت العصر فاعتصر القلب ألماً وحزناً على خبرها حينما قالوا: ماتت سعاد!!! إنه مصاب جلل، ألم يقل الله عز وجل «فأصابتكم مصيبة الموت». نعم ماتت سعاد كما هو سبيل كل حي، ولكن من الأحياء من يموت ويبقى ذكره حياً في كل زاوية.. في كل مجلس.. في كل اجتماع!!! وأحسب أن سعاداً منهم.. إنها حية بذكرها وسيرتها العطرة.؟؟ لقد تحادرت الدمعات من الجميع وكأني بهذه الدموع لم تتدافع وتنزل إلا على غال وهي غالية.. لا تقولوا إن مشاعري مشاعر أخ شقيق.. لا.. بل هي مشاعر تسابقت في حبها من القريب والبعيد.. ولا عجب أن يموت الإنسان وقد عرف عنه الخير ولكن العجب أن يموت الإنسان ويظهر لك خيراً، وخيراً، وخيراً فوق ذاك الخير الذي عندك منه علم سابق!!! لقد سجلت مواقف تنوعت فترى موقفها عند ولد بعطف، وعند زوج بطاعة، وعند أم ببر، وعند أخ وأخت بإخلاص وعند صديقة بوفاء، وعند صاحب حق بعدل، وعند محتاج لبذل ببذل منها وسخاء، وعند مستشير برأي سديد.. لقد سجلت مواقف مشرفة وها هي الآن تحت الثرى قد دفنت وذكرها فوق الثرى يسري ويتحرك.. لقد سميت ب«سعاد» فكانت سبباً في سعادة الكثير.. الكثير.. إني أرى زوجها الوفي «سليمان» الذي ما سكت لسانه وهو يردد: «الله يحللها، الله يبيحها» ثم يثني بمواقفها المشرفة التي شهد لها وهو أقرب الناس لها، إن زوجها الوفي تذكر: «من ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة» إنه فرح بهذا وقام يردد «اللهم ارض عنها فإني راض عنها».. إني تذكرتها الآن وهي تدخل على أمنا الغالية «لطيفة» وإذا قيل سعاد حضرت فإن سعادة أمي لطيفة قد حضرت.. إنها شقيقتي «سعاد» وبمثلها أتشرف.. ذهبت في ريعان شبابها ولكن الموت حق ليس لنا منه ملاذ ومهرب فالحمد لله على قضائه وقدره!!! اللهم اغفر لسعاد ولأموات المسلمين اللهم ارفع درجتها في المهديين واخلفها في عقبها في الغابرين، واغفر لنا ولها يا رب العالمين، وافسح لها في قبرها ونور لها فيه. إن العين لدتمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا سعاد لمحزونون (إنا لله وإنا إليه راجعون).