سجلت القطاعات الاقتصادية في منطقة الرياض خلال الفترة الماضية نمواً كبيراً جاء مواكبا للتطور الاقتصادي الذي شهدته المملكة مؤخراً، وقد أدى ذلك إلى إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة في عدد من القطاعات الصناعية وقطاعات البنية التحتية، ويرجع المحفز الأساسي في هذا التطور الكبير لما قدمته الدولة من خطط وبرامج تنموية اعتمدت لها المبالغ المالية اللازمة، وبناء على ذلك يتوقع أن تشهد الحركة التجارية والصناعية بمنطقة الرياض المزيد من التوسع خلال العام المقبل. وذكر تقرير اقتصادي صادر عن غرفة الرياض في هذا الصدد أن القطاع الصناعي المحلي شهد نمواً نتيجة لتزايد عدد المصانع العاملة في المملكة بوجه عام وفي مدينة الرياض بصفة خاصة حيث بلغت مساهمة القطاع الصناعي بمنطقة الرياض في الناتج المحلي 9,9% في 2009، حيث قدر التقرير عدد المصانع المنتجة في منطقة الرياض بنحو 1535 مصنعاً بقيمة تمويل بلغت 55481.03 مليون ريال، مشيرا إلى تصدر صناعة منتجات المعادن اللافلزية (منتجات غير معدنية) قائمة المصانع المنتجة بالرياض بقيمة تمويل وصلت 13,5 مليار ريال وذلك حتى نهاية 1430ه، واستنادا إلى التقرير فإن مصانع الرياض نمت بمعدل وصل إلى 12,9% من حيث عدد العمالة وبمعدل 15,5% من حيث حجم التمويل، فيما بلغ عدد التراخيص الصناعية بالرياض في ذات العام 1106 ترخيصاً بإجمالي تمويل 19,3 مليار ريال، كما أشار التقرير إلى أن عدد المشاريع الصناعية التي تم تمويلها من قبل صندوق التنمية الصناعية في منطقة الرياض بلغ 742 مشروعاً حتى نهاية 29/1430ه تمثل 33,5% من إجمالي عدد المشاريع الصناعية الممولة من الصندوق على مستوى المملكة التي بلغ عددها 2216 مشروعاً. وفي تناوله لأداء القطاع الزراعي في منطقة الرياض أشار التقرير إلى تراجع مساحة المحاصيل الزراعية في 2009 بنسبة 14,8% ما تسبب في انخفاض مساهمة إنتاج المنطقة الزراعي في إجمالي الإنتاج المحصولي بالمملكة حيث قدر التقرير هذا الانخفاض بنحو 33,3% في 2008 وبنسبة 22,95% في 2009، كما بين التقرير تراجع كمية الإنتاج المحصولي من الحبوب في 2009 بالرياض عن مستويات في 2008م بنسبة 47,8% ، هذا بالإضافة إلى تراجع مساحة الأعلاف المزروعة بنسبة 5,3% وتراجع مساحة الخضروات بنسبة 5,4. وفي المقابل كشف التقرير عن ارتفاع المساحة المزروعة بالفواكه في 2009 بنسبة 3,2%، وبالرغم من ذلك أكد التقرير أن منطقة الرياض ظلت تحتل الصدارة في الإنتاج الزراعي حيث استحوذت على 22,95% من الإنتاج الزراعي في المملكة في 2009، حيث أشار التقرير في هذا الصدد إلى أن حجم القروض المقدمة من صندوق التنمية الزراعية لمنطقة الرياض بلغت 650 قرضاً بقيمة بلغت 41,4 مليون ريال. وفي تناوله لأداء قطاع التجارة في الرياض ذكر التقرير أن مساهمة قطاع تجارة الجملة والتجزئة والمطاعم والفنادق في الناتج المحلي الإجمالي في 2009 بلغت نحو 7,8% حيث سجل هذا القطاع نموا بنسبة 2.5% في 29/1430ه وقال إن السجلات التجارية الجديدة للمؤسسات الفردية بالرياض تزايدت من 15,3 ألف سجل في 2008 إلى 16,0 ألف سجل في 2009 بنسبة نمو 5,3% حيث ارتفعت مساهمة السجلات للمؤسسات الفردية بالرياض في إجمالي المملكة من 24,2% في 2008 إلى 24,9% في 2009، كما أوضح التقرير تراجع السجلات التجارية الجديدة للشركات في الرياض من 2224 ألف سجل في 2008 إلى حوالي 2071 ألف سجل في 2008 إلى حوالي 2071 ألف سجل في 2009 بنسبة انخفاض 6,9% وهو ما يعني تراجع مساهمة السجلات للشركات بالرياض في إجمالي المملكة بنسبة 41,6% في 2008 وبنسبة 39% في 2009، حول قطاع البناء والتشييد في 2009 قال التقرير أنه سجل نمواً بلغ 4,7% عن مستواه في العام السابق كما أن مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 7,2% وأرجع التقرير ذلك إلى النهضة العمرانية التي شهدتها منطقة الرياض خلال الأعوام الخمسة الأخيرة حيث ارتفعت أسعار رخص البناء والتشييد بشكل ملموس، مبينا أن نشاط المقاولين لعام 1430ه بمنطقة الرياض تركز في نشاط البناء السكني والتجاري وبلغ عدد رخص البناء بالمنطقة حوالي 14783 رخصة تمثل 18,9% من إجمالي عدد الرخص البناء الممنوحة لجميع أنشطة البناء والتشييد في المملكة البالغة 78218 رخصة خلال 1430ه فيما بلغ عدد رخص البناء الصناعي والتجاري بالرياض حوالي 1032 رخصة تشكل 26,4% من إجمالي عدد الرخص الممنوحة للبناء الصناعي والتجاري في المملكة والبالغ 3911 رخصة خلال الفترة نفسها، كما ذكر التقرير أن عدد الرخص الممنوحة لأبنية التعليم والصحة والمساجد بلغ 308 تشكل 17,1% من إجمالي عدد الرخص الممنوحة لهذا النشاط في المملكة والبالغ 1796 رخصة. كما أوضح التقرير أن عدد المقاولين في منطقة الرياض بلغ 234 مقاولا محققاً انخفاضا بنسبة 31,0% عن عددهم في 2008 حيث بلغ 340 مقاولاً، فيما شكل عددهم 44,2% من إجمالي عدد المقاولين بالمملكة البالغ 529 مقاولاً، وحول أداء القطاع العقاري بين التقرير أن مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 12,9% ونموه بنسبة 3,7% في 2009%، وبلغ عدد القروض التي قدمها صندوق التنمية العقارية بالرياض في نهاية 2009 حوالي 177,8 ألف قرض قيمتها حوالي 54,4 مليار ريال تمثل 31,0 % و34,4% على التوالي من إجمالي المملكة. ومن جهة أخرى بين التقرير أن مساحة الأراضي المستعملة السكنية والتجارية في كل بلديات مدن منطقة الرياض بلغت 69,8 ألف هكتار واستحوذت مساحة الأراضي السكنية والتجارية المخططة والبالغة 157,5 ألف هكتار على النصيب الأكبر من إجمالي مساحة الأراضي المخططة في كل بلديات منطقة الرياض بنسبة 72,2% كما استحوذت الأراضي المخططة الصناعية والبالغة 33,9% ألف هكتار على نصيب من إجمالي مساحة الأراضي المخططة في عموم بلديات منطقة الرياض بنسبة 15,5% كما حافظت الأراضي المخصصة للسكن والتجارة على الصدارة في مساحة الأراضي غير المخططة. وأشار التقرير إلى أن عدد السياح المحليين لمدينة الرياض بلغ خلال 2009 حوالي 3,3 مليون سائح في حين وصل عدد السياح لمنطقة الرياض حوالي 3,8 مليون سائح من جملة 28,7 مليون سائح وصلوا المملكة في 2009 وهو ما جعل مساهمة منطقة الرياض تصل إلى 11,3% من إجمالي عدد السياح في المملكة ككل حيث أشار التقرير إلى أن هذه النسبة تعتبر جيدة، موضحا ما تتمتع به مدينة الرياض من مقومات جذب سياحي تجعل منها مدينة سياحية يتوافد إليها المواطنون والأجانب للإطلاع على معالم المدينة التاريخية والأثرية والتراث الثقافي والحضاري ومظاهر التقدم التي تعيشها في كل المجالات التنموية.