تظهر في الصحف المحلية بين الحين والآخر إعلانات تجارية لبعض الشركات الوطنية تروّج فيها لسلع تبيعها بالتقسيط كالسيارات والأثاث المنزلي وغيرها. وعندما تهاتف هذه الشركة أو تلك للاستفسار عن شروط البيع يبادرك من يرد عليك بالسؤال عن عملك أو مهنتك. فإذا أجبته بأنك (متقاعد) عندئذ تسمع منه ما يصعقك ويصيبك بالاحباط. ومفاده (اننا لا نتعامل مع المتقاعدين يا الله.. ويا للعجب!! فهل المتقاعد في نظر هؤلاء يتساوى مع العاطل من العمل أو المحتال والنصاب. ولذلك يخشون التعامل معه وتجنّب الاحتكاك به!! أم ان المتقاعد لا وزن له ولا اعتبار عندهم. والحال كذلك مع البنوك المحلية التي تنظر للمتقاعد بازدراء.. بل وتقصيه وذلك برفضها اقراضه إذا تجاوز عمره الستين عاماً وكأنها تتنبأ بدنو أجله وربما يداهمه الموت قبل سداد أقساط القرض. إن الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى وهو الذي يحيي ويميت. فعلام تمتنع تلك الشركات من التعامل مع المتقاعد إذا كان يتقاضى مرتباً مثل من هم على رأس العمل ولماذا تتحاشى البنوك إقراضه إذا كان هناك كفيلاً غارماً يلتزم بسداد مستحقاتها في حال ماطل المقترض أو تهرب من السداد فهل هذا هو جزاء المتقاعد نظير ما قدمه من خدمات لوطنه ومجتمعه؟! بدل أن يحظى بالتقدير والثناء من الجميع. ويا قلب لا تحزن.