ارتفعت الى 120 حصيلة القتلى في صفوف عناصر الشرطة السورية بيد "تنظيمات مسلحة" في مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب وفق مصدر رسمي، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش السوري منذ السبت مداهمة هذه المدينة الواقعة في شمال غرب سوريا. وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا "ارتفع عدد شهداء قوى الأمن والشرطة في جسر الشغور إلى 120 شهيدا وأصيب العشرات بجروح بنيران تنظيمات مسلحة تحصنت في بعض المناطق واستخدمت أسلحة رشاشة ومتوسطة وقنابل يدوية". واضافت الوكالة "استشهد عشرون من قوى الشرطة والأمن في الساعات الأولى من (الاثنين) جراء كمين نصبته عصابات مسلحة بالقرب من جسر الشغور". واوضحت ان "أكثر من 82 عنصرا استشهدوا (لاحقا) في هجوم قامت به تنظيمات مسلحة على مركز أمني". كما تحدثت الوكالة عن "استشهاد ثمانية من حراس مبنى البريد في جسر الشغور جراء هجوم عشرات المسلحين عليه وتفجيره بواسطة أنابيب الغاز". واضافت الوكالة "وهاجم المئات من عناصر التنظيمات المسلحة عددا من الدوائر الحكومية في جسر الشغور ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من عناصر حماية هذه الدوائر كما قامت هذه التنظيمات بحرق وتخريب هذه الدوائر". ولفتت الى ان "القوى الأمنية والشرطة تحاصر بعض المنازل التي يتحصن فيها المسلحون ويطلقون النار على العسكريين والمدنيين". وكان التلفزيون السوري الرسمي اعلن في وقت سابق ان 80 عنصرا من الشرطة قتلوا الاثنين على ايدي "تنظيمات مسلحة" في مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا. ووجه وزير الداخلية السوري محمد ابراهيم الشعر تحذيرا الى "المجموعات المسلحة" مؤكدا ان "الدولة ستتعامل معها بحزم وقوة" و"لن يتم السكوت عن اي هجوم مسلح"، وذلك في بيان تلاه عبر التلفزيون الاثنين. من جانبه، قال ناشط في اتصال هاتفي مع فرانس برس في نيقوسيا ان "اطلاق نار تلاه انفجار سمع في المقر العام للامن العسكري (في جسر الشغور)، ويبدو انه حصل اثر عملية تمرد". واوضح ان الامور بدأت الاحد حين اطلق "قناصة" النار على متظاهرين في المدينة ما ادى الى مقتل عشرة من هؤلاء. وعلى الاثر، قام المتظاهرون بالتجمع حول المقر العام للامن العسكري. واضاف "سمع بعدها اطلاق نار تلاه انفجار داخل" المقر، لافتا الى ان "العديد من سكان المدينة فروا منها". واكد ناشط اخر لفرانس برس انه سمع اطلاق نار في المقر العام للامن العسكري، وقال "اعتقد انهم اعدموا عناصر من الشرطة رفضوا اطلاق النار على متظاهرين". واضاف "حصل تمرد في صفوف الاجهزة الامنية". الى ذلك افاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعين شخصا قتلوا الاحد في مناطق مختلفة في سوريا بينهم 35 في شمال غرب البلاد.وقال رامي عبد الرحمن ان 35 شخصا- 27 مدنيا وثمانية عناصر امن- قتلوا في جسر الشغور (شمال غرب) وفي القرى المجاورة حيث جرت عمليات عسكرية وامنية منذ السبت.وشمالا في مدينة ادلب فرقت قوات الامن مساء حوالي 1500 متظاهر.وقضى مدنيان مساء الاحد في مدينة جبلة الساحلية كما افاد عبد الرحمن.وكان المتظاهرون يطالبون بالافراج عن شيخ اوقفته اجهزة الامن. وفي دير الزور (وسط-شرق) اطلقت قوات الامن النار على متظاهرين كانوا ينظمون تظاهرة امام مبنى لحزب البعث الحاكم ما ادى الى مقتل ثلاثة منهم كما اضاف الناشط باسم حقوق الانسان.من جهة اخرى سلمت قوات الامن جثة رجل كان قيد الاحتجاز منذ شهر لعائلته مساء الاحد في دوما قرب دمشق.وتقول منظمات حقوق الانسان ان اكثر من 1100 مدني قتلوا واعتقل اكثر من عشرة الاف على الاقل منذ بدء حركة الاحتجاج في سوريا. من ناحية اخرى أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن سورية تدين بشدة العدوان الصارخ الذي شنته إسرائيل على مدنيين عزل سوريين وفلسطينيين احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل مؤكدين حقهم الطبيعي والقانوني في تحرير الأرض وفي العودة وقد أدى هذا العدوان إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى الأمر الذي يؤكد حقيقة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل وحقيقة النزعة العدوانية الاسرائيلية ضد ابناء امتنا.وأضاف المصدر "نضع ما تقوم به إسرائيل برسم المجتمع الدولي وبرسم كافة الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الإنسانية والتي درجت على محاولة تبرير ماتقوم به إسرائيل من انتهاكات وخروقات على حساب الحقوق العربية المشروعة. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النيران على جموع المتظاهرين الذين حاولوا اجتياز الأسلاك الشائكة للوصول إلى الجولان بعدما أحيوا ذكرى النكسة على مشارفه ليسفر ذلك عن "استشهاد نحو 23 شخصا" بينهم طفل وامرأة فيما "أصيب نحو 350 آخرين" بحسب المصادر الرسمية. واعلن جيش الاحتلال حالة التأهب الاثنين على طول خط وقف اطلاق النار مع سوريا. واعربت كل من الاممالمتحدة وواشنطن عن اسفهما لسقوط قتلى، ودعوا الطرفين الى"ضبط النفس" والامتناع عن اي"استفزاز".واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق" مما يحدث في الجولان ودعا كافة الاطراف "الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس والتقيد الصارم بالقانون الدولي الانساني لحماية المدنيين".واعلنت الولاياتالمتحدة في بيان لوزارة الخارجية انها "قلقة للغاية" من احداث الجولان.وجاء في البيان "اننا قلقون للغاية من الاحداث التي وقعت في هضبة الجولان والتي ادت الى قتلى وجرحى". من جانبها عبرت الادارة الاميركية الاثنين عن "انزعاجها العميق" ازاء الاحداث التي وقعت في الجولان، واتهمت دمشق بتشجيع الصدامات مع اسرائيل بغية تحويل الانظار عن القمع في سوريا. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "اننا نعبر عن انزعاجنا العميق ازاء المحاولات (الاحد) لعبور خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان والتي كانت نتيجتها سقوط جرحى وقتلى". واضاف "اننا ندين ما يبدو على انه محاولة من الحكومة السورية للتحريض على الاحداث ولتحويل الانتباه عن مشاكلها الداخلية"، مستطردا "من الواضح ان مثل هذا التصرف لن يؤدي الى تحويل الانتباه الدولي عن سلوك الحكومة السورية المدان ضد شعبها". واعتبر المتحدث ان "من حق اسرائيل كدولة ذات سيادة ان تدافع عن نفسها".