في يوم اشبه باحداث الانفلات الامني خلال فترة ايام ثورة يناير، اقدم محتجون منتصف ليلة اول امس الجمعة على اشعال النيران في قسم شرطة الازبكية المجاور لميدان رمسيس وسط العاصمة القاهرة، عقب اعلان وفاة مواطن داخل القسم. وتمكنت القوات المسلحة من السيطرة على الوضع، بعدما فشلت محاولات ضباط قسم الشرطة في تهدئة أهالي السائق، الذي ترددت شائعات بأنه توفي بميدان رمسيس على يد بعض المواطنين، لمعاقبته على اعتدائه على مأمور القسم بالضرب، بينما أشارت رواية أخرى أن ضباط القسم هم الذين قاموا بتعذيب السائق حتى توفي. وتم فرض طوق أمني حول القسم، بمساعدة سكان المنطقة، الذين تضامنوا مع الشرطة والجيش في الدفاع عن القسم ضد من حاولوا اقتحامه، كما تم إغلاق كافة الشوارع المؤدية إلى شارع الجلاء الكائن به قسم الأزبكية، مما أدى إلى حدوث شلل مروري بالمنطقة، وقام رجال المرور بتحويل مسارات بعض الشوارع. وكان المتجمهرون قد حاولوا اقتحام مبنى القسم، مستخدمين الأسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المولوتوف، إلا أن رجال الشرطة تصدوا لهم، وأطلقوا عليهم القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، ووقعت بعض الاشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن احتراق سيارة أمن مركزي، ووقوع بعض الإصابات نتيجة التراشق بالحجارة. وصرح مصدر أمني بوزارة الداخلية بأنه أثناء قيام مأمور قسم شرطة الأزبكية وعدد من ضباط وأفراد القسم بتنظيم حركة المرور بمنطقة شارع الجلاء مساء الخميس، تم ملاحظة توقف سيارة أتوبيس في الطريق تسبب تعطل الحركة المرورية، وهو الأمر الذي دفع المأمور للتوجه لقائدها، الذي كان يقوم بتحميل الركاب من وسط الطريق، لحثه على الوقوف بأماكن الانتظار الصحيحة. وأثناء قيام مأمور القسم بالتنبيه على قائد السيارة الالتزام بقواعد المرور، فوجئ بالسائق يتعدى عليه بالسب وعندما طالبه بإظهار التراخيص رفض واعتدى عليه بالضرب، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين، وأسرعوا بمنع قائد السيارة من الهرب وأمسكوا به وقاموا بإخراجه بالقوة من السيارة والاعتداء عليه بالضرب. وتسبب تعدي المواطنين عليه بإصابته بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم، وأثناء اصطحاب المتهم لعرضه على النيابة شعر بحالة إعياء فتم نقله إلى مستشفى الدمرداش، وتوفي أثناء إسعافه بالمستشفى. وهو ما دفع أسرته للتوجه إلى مبنى القسم والتجمهر متهمين رجال القسم أنهم تسببوا في قتله.