اكد مصدر مسؤول باسم الحكومة اليمنية مجددا امس استعداد الرئيس علي عبدالله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه. وكان صالح اكد مرارا استعداده للتوقيع على المبادرة الا انه رفض ذلك في اللحظة الاخيرة مشترطا توقيعا مشتركا مع المعارضة، وقد اعقب رفضه للتوقيع تدهورا للاوضاع الامنية في اليمن. اما المعارضة التي وقعت المبادرة فعادت وقالت انها اصبحت "في عداد المنتهية"، فيما اكد مجلس التعاون الخليجي انه علق العمل بالمبادرة دون ان يسحبها. واكد المصدر لوكالة الانباء اليمنية "استعداد الجمهورية اليمنية لاستكمال التوقيع على المبادرة الخليجية التي وقع عليها المؤتمر الشعبي العام في حينه وتأجيل توقيعها من قبل رئيس الجمهورية نتيجة رفض أحزاب اللقاء المشترك حضور مراسم التوقيع في القصر الجمهوري". وذكر المصدر "ان موعد التوقيع سيتحدد قريبا بناء على التشاور والتنسيق القائم بين الجمهورية اليمنية وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي". وتواصلت المعارك العنيفة بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح والزعيم القبلي صادق الأحمر امس في معظم احياء العاصمة، صنعاء، بعدما كانت مقتصرة على منطقة الحصبة، كما نفت السلطات اليمنية ان تكون تلك المعارك قد أدت إلى توقف الرحلات الجوية في مطار صنعاء. وقال مدير مطار صنعاء ناجي المرقب في بيان صحافي "لا صحة لما تردد من مزاعم عن تعليق الرحلات الجوية من والى المطار". وأكد أن سير الرحلات عبر المطار طبيعية وحسب البرنامج اليومي المحدد للرحلات، مشيرا إلى أن عددا من الطائرات هبطت وأقلعت من المطار امس. وأفادت المصادر الرسمية بان أجهزة الأمن ألقت القبض امس خلال المعارك على عدد من المسلحين من (عصابات أولاد الأحمر)، وكميات من الأسلحة في مكتب قناة سهيل بالحصبة". وقال مصدر أمني إن ذلك المكتب استخدم في تنفيذ جملة من الاعتداءات التي طالت وزارة الإدارة المحلية وعددا من العمارات حول ذلك المكتب بالإضافة إلى الاعتداء على منازل عدد من المواطنين وأفراد الأمن في منطقة الحصبة. ونفت السلطات اليمنية أيضا ان يكون سلاح الطيران قد قام بغارات على منطقة خمر بلاد الشيخ الأحمر شمال صنعاء على بعد 170 كلم، في حين أكد شهود عيان ليوناتيد برس انترناشونال بأن الطائرة حلقت بالفعل على منطقة خمر وفتحت حاجز الصوت وعادت أدراجها لكنها لم تقم بأي عملية عسكرية. ولا زالت أصوات الانفجارات الاعنف من نوعها تسمع بوضوح في الأحياء القريبة من مطار صنعاء كحي الروضة، ودارس بين القوات الموالية للرئيس صالح وأنصار الأحمر إذ يسمع دويها حتى جنوب العاصمة. وأفاد شهود عيان ليوناتيد برس انترناشونال بأنه سمع إطلاق رصاص كثيف في مدينه الاصبحي القريبة من قصر الرئاسة اليمني. وخلت غالبية شوارع العاصمة صنعاء القريبة من الاشتباكات في معظم احياء العاصمة من حركة المارة، ووصلت ناقلات جنود تابعة للحرس الجمهوري ظهر امس إلى وزارة التعليم العالي والمحكمة التجارية في شارع هائل حيث تمركزوا على سطوحها خشية من سيطرة أنصار الأحمر عليها. وشهدت تلك الأحياء امس نزوحاً للسكان، خوفا من انتقال المعركة إليها، كما تشهد أحياء أخرى بالعاصمة نزوحا جماعيا إلى الريف. وأغلقت العديد من المحلات التجارية أبوابها وخاصة في مناطق المواجهات عقب مقتل رجل أعمال عند خروجه من مقر عمله. وفي حين تعلن بين كل فترة وأخرى وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الالكتروني عن استعادة قوات صالح السيطرة على المقرات الحكومية التي خسرتها خلال المواجهات مع أنصار الأحمر يكرر الأخير سيطرته عليها. وتدهور الوضع المعيشي في العاصمة، صنعاء، نتيجة انعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات تصل الى عشرين ساعة، وارتفاع أسعار المواد التموينية الى أضعاف مضافعة عن سعرها المعتاد. وأعلن أنصار الأحمر بأنهم كبدوا قوات صالح خسائر فادحة في المعدات التي سيطروا عليها، وأتلف بعضها في رد على هجوم قامت به وحدات خاصة من وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للأمن المركزي، باستعادة مقر وزارة الإدارة المحلية من أنصار الشيخ. وانطلقت امس قذائف المدافع من جبل نقم لتسقط على محيط الفرقة الأولى مدرع، حيث سقطت بعض القذائف على مبنى جامعة العلوم والتكنولوجيا فرع البنات، المجاور للفرقة الأولى مدرع، والمطل على ساحة التغيير بجامعة صنعاء، دون أن تحدث أي أضرار تذكر.