أكد السيناريست والأديب الإماراتي محمد حسن أحمد بأن أكبر مشكلة تواجه السينمائيين الخليجيين هي "هوليود" التي تشكل عقبة أمام وعيهم الفني حيث ينظرون لها كمصدر وحيد للسينما ويتجاهلون بسبب ذلك بقية التجارب السينمائية الجيدة حول العالم. وتحدث أحمد خلال الأمسية التي نضمها قسم الفيديوغرافي بنادي الأستوديو التابع لبرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب في الدمام؛ عن الأخطاء الكثيرة التي يقع بها بعض كتاب السيناريو المبتدئين ومن أهمها عدم التفريق بين السيناريو والرواية حيث تعتمد الأخيرة على السرد والحوار أكثر من الاهتمام بتفاصيل الصورة التي ستظهر على الشاشة. وقال السيناريست الإماراتي في ندوته التي أدارها المخرج عبدالله آل عياف وحملت عنوان "حوار حول السيناريو"؛ إن أهم قواعد لعبة كتابة السيناريو هي التحديد الصارم لعناصر "المكان والزمان والبيئة"، كاشفاً عن بداية تعلقه بفن الكتابة السينمائية وذلك عندما شاهد أول فيلم سينمائي هندي من خلال جهاز الفيديو (الضخم) الذي دخل به والده عليهم عندما كان في مرحلة الطفولة، ليبدأ بالتعرف على طبيعة النور والظل في الصورة وطريقة اختيار زوايا كل لقطة ليتعلم من خلال تكرار المشاهدة كيفية كتابة السيناريو، وهو ما يؤكد بأن شرح وتعلم الكتابة للسينما والدراما لا يأتي بدون تكثيف المشاهدة، وقال "لا أؤمن بأن الموهبة لوحدها ستنجح بدون قراءة واطلاع وتركيز على التفاصيل الصغيرة والتي تشبه سقوط قطرة ندى من على ورقة أحد الأشجار بما يعطي اللقطة المزيد من الجمالية". محمد حسن أحمد الذي يعتبر من أهم الأسماء في تيار السينما الخليجية الشابة؛ قال بأنه يجد نفسه في كتابة السيناريو رغم مزاولته لعدة فنون كتابية كالقصة والرواية والمقالة والمسرحية والقصيدة والتي تعتبر جميعها منطقة "كتابة" مفتوحة للاكتشاف والبحث والإبداع. وبرر عدم وجود كتاب متخصصين في صياغة السيناريو لقناعة الكثير من الشباب بأنه هذه المنطقة لن تحقق لهم الشهرة المطلوبة مع قناعتهم بأنهم سيُهمشون بدرجة كبيرة وهو ما قاد كثيراً منهم إلى التوجه لتعلم الإخراج والتمثيل أكثر من الاهتمام بالكتابة، إضافة لضغط الحياة الاستهلاكية على الكثير من أصحاب الأقلام الذين ابتعدوا عن الكتابة لبحثهم عن الوظيفة التي تؤمن لهم لقمة العيش. وتحدث أحمد عن السبب في عدم وجود تكتلات لكتاب النصوص والسيناريو مُرجعا ذلك إلى عدم وجود المنتجين المستعدين لتبني أعمالهم على الرغم من نجاح تجربة الكتابة الجماعية في الكثير من الأفلام العالمية، مفضلين البقاء على الطرق القديمة التي نشأت عليها الدراما في المنطقة العربية والخليجية، وقال "أعتقد بأن هناك كثيراً من التغييرات القادمة للدراما التلفزيونية التي ستنسف الكثير من الأفكار التقليدية مع كامل الاحترام للكثير من الأعمال المهمة التي وضعت بصمة في تاريخ الدراما، حيث بدأنا نلحظُ ميلاً من كبار الفنانين في الخليج للتوجه للسينما بعد أن كانوا في فترة سابقة يستغربون من كلمة فيلم سينمائي إماراتي أو خليجي، وهذا مؤشر جيد". وذكر محمد حسن أحمد بأنه يميل للصورة أكثر من الحوار وهو ما جعله يكتب فيلمه القصير "سبيل" بدون كلام معتمداً على الصورة والأحداث المتوفرة داخل الحكاية لتكون بذلك لغة الفيلم عالمية يفهمها أي شخص مهما كانت ثقافته ولغته وذلك في أي موقع في العالم.