اقتحم نحو 1600 مستعمر يهودي ترافقهم قوة كبيرة من جيش الاحتلال عند منتصف الليلة قبل الماضية المنطقة الشرقية من مدينة نابلس وادوا طقوسا تلمودية في مقام يوسف، فيما شن العشرات اعتداءات واسعة على ممتلكات المواطنين الفلسطينيين. وقد فرضت قوات الاحتلال اجراءات مشددة في المنطقة وأغلقت المداخل المؤدية الى نابلس من الجهة الشرقية، وحولت سير المركبات الفلسطينية الى طريق بيتا - عورتا نابلس، فيما وصل قطعان المستوطنين تقلهم نحو 25 حافلة الى مقام يوسف، ما اشاع اجواء من التوتر والرعب في صفوف المواطنين الفلسطينيين طيلة ساعات الليل. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية انه قد انفصل نحو مائتين من المستعمرين واندفعوا في شوارع نابلس وشنوا اعتداءات واسعة النطاق على بيوت الفلسطينيين وممتلكاتهم، قبل ان يقوم جيش الاحتلال بعمليات ملاحقة لهم لاخراجهم من المدينة ما ادى الى وقوع صدامات بين الجانبين. كما حاول العشرات ملازمة مقام يوسف الا ان قوات الاحتلال اخرجتهم بالقوة، واعتقلت العديد من المستوطنين. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية لوكالة "معا" ان هذه زيارة شهرية للمستوطنين الى مقام يوسف بنابلس علما ان مصادر فلسطينية أكدت ان الجانب الاسرائيلي لم ينسق مع السلطة حول الزيارة واكتفى بالقول ان هناك نشاطا امنيا للجيش الاسرائيلي بالمدينة. بدورها نددت مصادر في جيش الاحتلال بما اسمته بالسلوك المتهور لهؤلاء المستوطنين والذي دفع الجنود للعمل في نابلس في وضح النهار، واعلنت نيتها تقديم المخالفين للمحاكمة. ونقل عن مصادر فلسطينية القول ان الجانب الاسرائيلي لم ينسق مع قوات الامن الفلسطينية حول هذه الزيارة- كما هو متبع- واكتفى بابلاغها عن وجود نشاط امني للجيش في المدينة. وفي قرية عراق بورين المجاورة أصيب بعد ظهر اليوم الشاب ذيب قادوس بعيار معدني في الوجه، والعديد بحالات اختناق بالغاز، خلال تصدي الاهالي لقوات الاحتلال التي اقتحمت قريتهم. من جهة اخرى، دمرت قوات الاحتلال صباح أمس مسكنا من الصفيح و"بركسا" للمواشي في منطقة عرب ابو فردة البدوية الواقعة خلف الجدار التوسعي جنوب قلقيلية.