تحظى قواتنا المسلحة بكافة قطاعاتها باهتمام كبير من قيادة هذه البلاد المباركة، ويأتي هذا الاهتمام لما تضطلع به هذه القوات الباسلة من أدوار شتى يتشكل منها، وبها حجر الزاوية الأكثر حساسية والمتمثل في الأمن، فضلاً عن واجباتها الأخرى التي أصبحنا -ولله الحمد- نضاهي بجودتها، ومكانتها، وعلو كعبها دول العالم، ولابد ونحن في سياق حديثٍ كهذا من الإتيان على جهود قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي لا يألو جهداً ولا يدخر عزماً في سبيل الارتقاء بهذا المجال أسوة بباقي المجالات. ولعل من أبرز المساعي التي ينال منها الحصر كثيراً تلك الجهود التي يقف عليها، وورائها رجل دولة عظيم كخادم الحرمين الشريفين والمتمثلة في حرصه الدؤوب -أطال الله في عمره- على راحة واطمئنان أفراد قواتنا العسكرية، وذلك من خلال توفير السكن، وزيادة المخصصات بما يتناسب من عيشهم الكريم، وتقديم مستويات عالية من الصحة يُفصح عنها انتشار المستشفيات العسكرية المهيأة بأحدث الأجهزة الطبية اللازمة في معظم مدن مملكتنا الحبيبة. زيارة الحد الجنوبي وقد عبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بكلمات صادقة صادرة من القلب عندما تفضل في منتصف ذي الحجة 1430ه بزيارة لأبنائه أفراد القوات المسلحة في الحد الجنوبي وقال لهم إخواني وأبنائي رجال القوات المسلحة بكافة قطاعاتها عندما قال: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إنها لسعادة لي أن أكون بينكم اليوم على ثغر من ثغور الوطن أراد له الإرهابيون المتسللون السوء عندما تطاولوا على أرضنا، وأرهبوا الآمنين، واستباحوا الدماء، دون مراعاة لوازع من دين أو خلق، فلهم نقول: لقد تجاوزتم في غيكم، فركبتم صعباً، وإننا "بعون الله"، قادرون على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو مفسد أو إرهابي أجير. مميزات كما اقترب بقلبه ليشعر الجنود البواسل بأنه قريب من الوالد وعندما أمر خادم الحرمين الشريفين، بمنح والدي الشهيد ممن ساهموا في صد المتسللين على الحدود الجنوبية مرتباً شهرياً قدره ثلاثة آلاف ريال، إذا ثبت شرعاً أنه عائلهم، وتأمين سكن لأسرة الشهيد في المنطقة التي يرغبون فيها بمبلغ نصف مليون ريال ومساعدتهم بصفة عاجلة بمبلغ 100 ألف ريال كما تضمن الأمر الملكي، ترقية شهداء الواجب إلى الرتبة التي تلي رتبهم مباشرة ومنحهم راتبا يعادل أقصى راتب في درجة الرتبة المرقين إليها، إضافة إلى البدلات والعلاوات التي كانوا يتقاضونها كما لو كان الشهيد على رأس العمل، وتعيين أحد أبناء الشهيد بوظيفة والده وفق المتطلبات النظامية، وشمل الأمر ذاته، حصر الديون المستحقة للغير على كل شهيد وتوثيق ذلك عن طريق المحكمة الشرعية لتسديدها عنه على ألا تتجاوز الديون كحد أقصى لكل شهيد نصف مليون ريال، ومنح الشهيد وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، ونوط الشرف. تكريم الشهداء وعندما كانت المكرمة فأنها لم تقتصر على الشهيد فقط بل تجاوزت لشمل المصابين، حيث نص الأمر الملكي على ترقية المصاب من الضباط بعجز كلي إلى الرتبة التي تلي رتبته مباشرة على أن يعطى أقصى راتب في الرتبة المرقى إليها، ومساعدة كل مصاب بمبلغ 100 ألف ريال وتضمن الأمر ذاته، ترقية المصاب من الأفراد استثنائياً إلى الرتبة التي تلي رتبته مباشرة، ومنح المصابين نوط الشرف، ونص الأمر الملكي، على تكوين لجنة من الحرس الوطني، رئاسة الاستخبارات العامة، ووزارتي الدفاع والطيران والداخلية، لتحديد الضوابط التي تحدد المستحقين فعليا لهذه المكرمة، مشدداً على سرعة تنفيذ الأمر وفق لائحة تكريم شهداء الواجب والمصابين من العسكريين المرفقة بالأمر، كما وجه خادم الحرمين الشريفين بمنح أبناء الشهيد على الحد الجنوبي وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة. ترقية جميع العسكريين وتلمس احتياجاتهم وإحداث 60 ألف وظيفة أمنية تطهير الحد الجنوبي ويعد تطهير الحد الجنوبي من المتسللين الحدث العسكري الأبرز في عهد خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، وأثبت خلاله رجال القوات المسلحة كفاءة قتالية عالية في إدارة المعارك حتى تطهير الأراضي السعودية، وحفظ خادم الحرمين الشريفين في قرارات حقوق موظفي القطاع العسكري، والتي كان لها الأثر الإيجابي على أمن المملكة وشعبها، خاصة أنها تأتي بعد أن أكد أبناء الشعب بأنهم جميعهم رجال أمن سيقفون ضد أي تيار من شأنه أن يعصف بأمن واستقرار بلاد الحرمين، وقراراته -حفظه الله- تصب في مجملها في خدمة تطوير الجهاز الأمني والمساهمة في توفير سبل الرفاهية والرخاء لرجل الأمن؛ ليتمكن من أداء دوره بفعالية في ظل ما ينعم به من حقوق تدفعه لبذل المزيد من العطاء والجهد في سبيل الوطن. .. ويلتقط صورة جماعية مع القيادات الميدانية حل المشكلات ووجه خادم الحرمين الشريفين بدراسة أوضاع رجال الأمن واحتياجاتهم، وجاء هذا التوجه الكريم منه -حفظه الله- دليلاً على مكانة منسوبي القطاعات العسكرية، وحرصه على دراسة أحوالهم وحل مشكلاتهم، وتأسيس كيانات عسكرية قوية ووضع جل اهتمامه بأبنائه رجال الأمن من القطاعات كافة، واهتمامه لم يقتصر فقط بهذه القطاعات بل يعيش أحوال المواطنين على كافة الأصعدة ومنسوبو القطاعات العسكرية جزء من هؤلاء المواطنين الذين يحتلون مكانة مرموقة في قلب خادم الحرمين الشريفين، ويسعى دائماً إلى تحقيق جميع وسائل الترفيه والرقي للوطن والمواطن، وتمتد أوامره وتوجيهاته للقطاعات العسكرية مما رسم في قلوب الجميع حب الوطن ويعملون جاهدين في خدمته وخدمة مليكه. دعم القطاع العسكري صرف راتب شهرين لموظفي الدولة من عسكريين، وإحداث 60 ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية، ورفع الوظائف العسكرية المعتمدة التي يشغلها مستحقوها من الضباط والأفراد في كافة القطاعات العسكرية والأمنية إلى الرتبة التالية، ومعالجة صرف تأخر الحقوق أو الالتزامات المالية لمنسوبي القطاع الأمني والتأكد من صرفها، وقيام الجهات العسكرية بمناقشة احتياجاتها لإسكان منسوبيها مع وزارة المالية، تكوين لجنة من وزارة المالية والقطاعات العسكرية بكافة قطاعاتها لمناقشة احتياجاتهم في مجال القطاع الصحي. الملك عبدالله يطمئن على صحة أحد رجال الأمن المصابين في مواجهة الفئة الضالة حماية الجبهة الداخلية وأدرك خادم الحرمين الشريفين بأهمية حماية جبهتنا الداخلية بكوادرنا الوطنية المؤهلة، وإعطاء الفرصة لهم للإسهام في هذا الشرف، بالإضافة إلى دعمه -حفظه الله- ومساندته لجهاز الأمن بما يُعزز من قدراته في حفظ الأمن والاستقرار الوطني، وهذا يشير إلى أنّ خادم الحرمين الشريفين استقرى من خلال قراراته أنّ الجهاز الأمني ضليع بمسؤوليات كبيرة وجسيمة، وخير دليل هو تقديره لذلك في كلمته الضافية للشعب والمواطنين ولجهات الأمن، وتلك الكلمات النابعة من القلب التي لامست هموم المواطنين وتطلعاتهم، وهي تدل على قائد محنك عظيم يحب أبناءه ويحرص على أمنهم وسلامتهم. قرارات تاريخية وكان الملك عبد الله بقراراته يجسد القائد الناجح الذي يعلم ويحرص على رفاهية شعبه، وبلا شك لن يكون هناك رفاهية ما لم يكن هناك أمن، وعندما يخصص عددا من الوظائف فذلك نابع من حرصه واستشعاره المسؤولية التي يحملها رجال الأمن، فهو يحس بإحساسهم؛ لأنّهم قدموا تضحيات كبيرة للوطن خلال السنوات الماضية، وقدموا الروح وفاء للوطن، لذلك فإنّ القرارات التي تختص بالقطاعات العسكرية بين كل فينة وأخرى هي قرارات داعمة وتلمس حاجة رجال الأمن، فالقرارات التاريخية تسجل لخادم الحرمين الشريفين، وجاءت مواكبة لكل التطلعات وتصب في مصلحة الأفراد، وتنعكس على رفاهية رجال الأمن وأوضاعهم وأوضاع أسرهم معنوياً ومادياً. الأمير سلطان متفقداً القوات المسلحة بمنطقة جازان محاربة الإرهاب ووقفت المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- موقفاً حازماً وصارماً ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي، فلقد حققت تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب وكشف المخططات الإرهابية قبل تنفيذها تفوقاً غير مسبوق سبقت به دولاً متقدمة عديدة عانت من الإرهاب عقوداً طويلة، ففي مستوى المعالجة الأمنية سطر رجال الأمن السعوديين إنجازات أمنية في التصدي لأعمال العنف والإرهاب، ونجحوا بكل شجاعة واتقان وابداع بعد أن تشربوا عدالة القضية وشرف المعركة في حسم المواجهات الأمنية مع فئة البغي والضلال؛ فجاء أداؤهم مذهلاً من خلال القضاء على أرباب الفكر الضال أو القبض عليهم دون تعريض حياة المواطنين القاطنين في الأحياء التي يختبئ فيها الفئة الباغية، بل سجل رجال الأمن إنجازات غير مسبوقة تمثلت في الضربات الاستباقية، وإفشال أكثر من 95% من العمليات الإرهابية بفضل من الله ثم بفضل الاستراتيجية الأمنية -التي وضعتها القيادات الامنية وحازت على تقدير العالم بأسره-، كما سجلوا إنجازاً آخر تمثل في اختراق الدائرة الثانية لأصحاب الفكر الضال وهم المتعاطفون الممولون للإرهاب الذين لا يقلون خطورة عن المنفذين للعمليات الارهابية فتم القبض على الكثير منهم. الأمن صامد كالصخر وفي هذا السياق أوضح خادم الحرمين الشريفين أنّ الأمن في المملكة بألف خير فهي صامدة كالصخر تكسرت عليه كل تلك الهجمات، وفي جانب إنساني وتقديراً للتضحيات التي قدموها اهتم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- برجال الأمن البواسل الذين يخوضون بكل شرف المعركة ضد الإرهاب، واحتضن أبناء شهداء الواجب منهم وأسرهم، واعتنى بالمصابين منهم ومواساتهم وتقديم العزاء لهم والإشادة بما قدموه من إنجازات للوطن، وستظل وسام شرف في سجل الإنجازات الأمنية للبلاد، فقد أكد خادم الحرمين الشريفين ثقته الدائمة في رجال الأمن والقوات المسلحة بمختلف القطاعات الأمنية، منوهاً -أيده الله- بيقظة رجال الأمن وتقانيهم في خدمة دينهم ووطنهم وشعبهم وتوفيقهم بفضل الله في القضاء على فلول الإرهابيين الهاربين وإحباط المحاولة الإرهابية في محافظة بقيق؛ التي استهدفت منشأة اقتصادية وطنية كبرى يعود نفعها على جميع أبناء الشعب السعودي، ووصف الملك عبدالله بن عبدالعزيز تضحيات رجال الامن بأوسمة الشرف وأنواط الكرامة التي يتقلدها أصحاب الفعل المشرف ويزهو به الوطن والمواطن. راية التوحيد على قمة أحد الجبال بعد تطهيرها من المتمردين الحوثيين أبطالنا البواسل يحمون حدود المملكة من المرتزقة الحوثيين