انفضت مجاميع جمعة الغضب أمس الأول بسلام ومرت بهدوء بعد أن قررت التجمع في ساحة الصفاة في قلب العاصمة الكويت دون الاحتكاك برجال الأمن الذين تعاملوا بكل ود وذلك بحضور وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الصباح الذي جلس على كرسيه في أحد الزوايا لمراقبة الموقف. وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقها وزير الداخلية للمجايع الشبابية وحالة الاحتقان التي كانت سائدة طوال الأسبوع الماضي بسبب قيام الحكومة بتحويل استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح الى المحكومة الدستورية واستصدار قرار من مجلس الأمة بعدم استجواب المحمد لمدة عام ما لم تقرر المحكمة الدستورية غير ذلك، وهو ما اعتبرته القوى السياسية والطلابية والشبابية ضربة للدستور الهدف منها تفريغه من محتواه وقيمته يجب التصدي لها حسب وجهة نظرهم. جمعة الغضب كما اسمتها المجاميع الشبابية كانت قد قررت مع تجمع (نهج) الذي يضم بالاضافة لهم القوى السياسية الفاعلة في المجتمع وعدد من نواب المعارضة الاتجاه صوب ساحة الصفاة للتعبير عن رفضهم للنهج الذي يتبعه رئيس الحكومة في تعامله مع الدستور وعدم احترامه للشعب حسب وجهة نظرهم مطالبينه بالرحيل بعد فشله في 6 حكومات وهذه الحكومة السابعة، رافضين الاتجاه لساحة الارادة التي وافقت وزارة الداخلية عليها معتبرين أن الدستور يكفل لهم اختيار مكان وزمان مكان التجمع. وبناء على نصائح بعض النواب قامت المجاميع بالتوجه لساحة المجلس البلدي القريبة جدا من ساحة الصفاة ومنها انطلقت الفعاليات التي اقتصرت على كلمات حماسية معتادة من النواب ولم تخرج عن مطالبة نواب المعارضة للناخبين بالضغط على نوابهم الموالين لرئيس الحكومة والذي يرونه اختطف قرار مجلس الأمة بمساعدة رئيس المجلس جاسم الخرافي الذي طالته الشعارات مطالبة برحيله بسبب سوء أدائه كما تعتقد المجاميع والقوى الشبابية، ويقدر عدد الحضور ما بين ال 2500 الى 3500 مواطن جاؤوا جميعهم للتعبير عن رفضهم لاستمرار رئيس الوزراء الذي سيواجه أكثر استجواب آخرها استجواب كتلة التنمية والاصلاح له والذي يتضمن محورين مهمين أحدهما اتهامهم لرئيس الوزراء بإفساد علاقات الكويت بدول مجلس التعاون بعد أحداث البحرين، والمحور الآخر يتعلق بالافراج عن مرتكب تفجيرات المقاهي الشهيرة وبعض السفارات الغربية في ثمانينيات القرن الماضي والتي أدت لمقتل عدد من الكويتين وهو ما ربطه النواب بزيارة وزير الخارجية الايراني الذي يعتقد النواب أنه جاء للتوسط عن هذا الارهابي والاضرار بمصالح الكويت العليا. وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود الذي حضر للاطمئنان على سير خطة حفظ النظام لم يسلم من الانتقاد بشكل مباشر من الناطق باسم كتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك الذي خاطب الوزير على مسمع من الجماهير قائلا له (انتبه يا شيخ أحمد لا يورطونك كما ورطوا الوزير الخالد من قبلك وانتبه من رئيس الحكومة فلن ينفعك الذي يحرك الاستجوابات لوزرائه) ثم خاطب البراك رجال الأمن رافعا بطاقته المدنية قائلا أنا المواطن مسلم البراك وجئت هنا للتعبير عن رأيي الذي كفله لي الدستور، وقال البراك من خلال مكبرات الصوت موجها حديثه لرئيس الحكومة: الشعب سيسقطك ولن ينسى ما فعلته به، ثم قام بالدعاء لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي يقضي اجازة خاصة في لندن ولاجراء بعض الفحوصات التي جاءت نتائجها مطمئنة.