كشف محافظ المؤسسة العامة للتقاعد محمد بن عبدالله الخراشي أن المؤسسة تدرس بجدية رفع سن التقاعد لموظفي الدولة من 60 عاما هجريا إلى 65 عاما هجريا.. وقبل أن أعلق على ما قاله المحافظ ، أود أن أذكر أننا لا نملك هوايات كالموسيقى والقراءة والبحث والتصوير والنحت والرسم ، بعكس الحال عند الغربيين ، فالواحد منهم يتقاعد مبكرا حتى وهو في سن الخمسين لكي يتفرغ لممارسة هوايته ، وقد تشكل له الهواية دخلا إضافيا ، ولكن ذلك ليس ما يطمح إليه ، بل إنما ما يريده هو أن يستمتع بما بقي له من عمر ويقضيه في الانشغال بشيء ظل يهفو إليه طيلة حياته ، وهو حين يتقاعد يخدم مجتمعه ويتيح للجيل الذي جاء بعده أن يتسلم زمام الأمور في المجتمع ، خلاصة القول إن التقاعد عندهم بداية وليس نهاية ، وأذكر أنه كان لي جار في باريس ، وكان مديرا عاما لشركة مرسيدس في فرنسا ، وتقاعد في سن الخمسين واشترى بيتاً على البحر في دوفيل ليتفرغ لممارسة هوايته وهي صيد السمك ، هذا عندهم ، أما عندنا فالتقاعد نهاية وانتظار للموت ، ولهذا نتشبث بالمنصب أياً كانت درجته لأننا لا نحسن شيئا غيره ، وعلى أية حال إذا كان لابد من رفع سن التقاعد فليكن حسب نوع العمل ، فمن السخف مثلا أن أمدد العمل لكاتب وارد وصادر ، وبدلا من ذلك أرفع سن التقاعد لمن يمكن أن يستمر في العطاء وخدمة المجتمع كالأطباء وأساتذة الجامعة والباحثين والمهندسين والخبراء ومن في قبيلهم ، أما الكتاب مثلي فيختلفون فهناك من هو قادر على العطاء حتى ولو تجاوز السبعين ، وهناك من يجف ينبوعه وهو في سن الخمسين ، أو أقل من ذلك ، فشاعر مثل رامبو وهو من أعظم شعراء فرنسا نظم الشعر من سن السابعة عشرة حتى التاسعة عشرة ، وبعد ذلك غاض معينه إلى أن مات ، بينما الشاعر الأرجنتيني بورخيس ظل يواصل العطاء حتى بعد أن تجاوز التسعين ، إذن فالمعول في تحديد سن التقاعد هو العطاء وخدمة المجتمع.