أكّد عبدالرزاق الخريجي نائب الرئيس التنفيذي، رئيس مجموعة تطوير العمل المصرفي الإسلامي بالبنك الأهلي أنه على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته المصرفية الإسلامية على مدى العقود الثلاثة الماضية، إلاّ أنها ما تزال في بداية الطريق وبحاجة إلى مزيد من التنظيم والتطوير. وأضاف إن أبرز التحديات التي تواجهها المصرفية الإسلامية هي توفير الدعم القانوني والنظامي الذي يضبط العمل المصرفي الاسلامي وتوفير العلماء المؤهلين لعضوية الهيئات الشرعية وكذلك ايجاد الكوادر المدربة والمتخصّصة في المصرفية الإسلامية، كما أن هناك حاجة ماسة لتطوير مؤشرات شرعية مستقلة عن المؤشرات التقليدية. والاتفاق على حد أدنى من المعايير الشرعية والمحاسبية التي تحكم العمل المصرفي الاسلامي وتوفر الشفافية للمتعاملين معه قياسا بما هو معمول به في المصرفية التقليدية، وكذلك ضرورة تطوير النظم الآلية التي تضبط الاجراءات التنفيذية للمنتجات. كما اشار الى اهمية ايجاد حلول للمسائل المتعلقة بتوفير واستثمار السيولة، وتطوير وابتكار منتجات جديدة تفي باحتياجات العملاء، وتوفير آليات لإدارة المخاطر بأنواعها وتوعية العملاء وتثقيفهم بأحكام واصول المصرفية الإسلامية. جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدّمها عبدالرزاق الخريجي بعنوان: «المصرفية الإسلامية في المملكة العربية السعودية» في جامعة الملك سعود بالرياض بتنظيم من لجنة الإعلام والتوعية المصرفية للبنوك السعودية وبحضور الدكتور خالد القدير رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود والعديد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب كلية إدارة الأعمال، بالإضافة إلى عدد من المهتمين بالمصرفية الإسلامية من المملكة ودول الخليج. وألمح رئيس مجموعة تطوير العمل المصرفي الإسلامي بالبنك الأهلي خلال المحاضرة إلى أن «هناك خلطاً كبيراً بين المصرفية الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، مشيراً إلى أن المصرفية الإسلامية هي جزء من الاقتصاد الإسلامي ولكنها لا تمثل جميع مكونات الاقتصاد الاسلامي «. وأشار الخريجي في حديثه حول تجربة البنك الأهلي في تقديم الخدمات المصرفية الإسلامية من خلال فروعه الى ان «إدارة البنك الأهلي ماضية في التوسع في العمل المصرفي الإسلامي بجدية وبالذات فيما يتعلق بابتكار المنتجات المصرفية الإسلامية ذات القيمة المضافة التي تلبي احتياجات العملاء وتكون متوافقة مع الضوابط الشرعية وسلسة عند التطبيق. مبيّناً أنه قد تم تحويل جميع فروع البنك إلى فروع إسلامية وفقاً لمنهجية علمية وعملية مدروسة ومتدرجة، أخذت في الحسبان تجنبَ محاكاة التجارب المندفعة التي قد تكون ذات عواقب سيئة. وبذلك اصبح البنك قادرا على توفير الخدمة المصرفية الاسلامية لكامل احتياجات قطاع الافراد. كما صار البنك الاهلي في مكانة تمكنه من الوفاء بمعظم احتياجات المستثمرين وبجزء كبير من احتاجات القطاع التجاري