تعاني بعض النساء من مشكلة اجتماعية كبيرة تعرف بالتعليق أو الهجران من قبل الزوج، الذي يترك المرأة ويرحل إلى حيث يشاء، أي أنه يرحل إلى حياة جديدة أو يرحل إلى سكن مستقل وفي كل الأحوال يهجر المرأة مع أبنائها لتبقى هي والصغار يكابدون الحياة، دون أن تستطيع الاستفادة من بعض الخدمات الحكومية مثل الضمان الاجتماعي إذ انها على ذمة رجل يفترض أنه مسؤول عن إعالتها مع صغارها ولكن..؟؟ أيضاً الجمعيات الخيرية لا تشملها بخدماتها لنفس السبب. أعتقد أنه من الضروري متابعة تلك المشكلة من جهات الاختصاص مع التأكيد على مؤسسات القضاء باتخاذ موقف شرعي وقانوني يحمي أولئك النسوة من عملية الهجر والتي لا تتفق مع الشرع خاصة في حالة رغبة المرأة بالخلع وعجزها عن افتداء نفسها بإعادة المهر خاصة بعد إنجاب عدة أبناء..؟؟ تلك النسوة تعاني كثيراً في توفير مسكن أو مأكل لها أو لأبنائها حيث يصر الأهل على إعادة الأبناء لأبيهم للسماح لها بالإقامة لديهم والزوج لا يبالي بحال أبنائه والمرأة لا تستطيع التفريط بأبنائها بل انها تبذل كل الجهود ليبقى صغارها معها والنتيجة أن مشاكل أولئك النساء تستمر في التزايد حيث لا تستطيع معها المرأة المتابعة أو العودة لأن الضحية هنا أكثر من إنسان، هي لا تجد المسكن المناسب وهي أيضاً تجد صعوبة في توفير غذاء أبنائها، أيضاً لا تستطيع متابعة معاملات الأبناء في المدرسة أو في الأحوال أو في الجوازات وغيرها من القطاعات الحكومية، إذ أن إخراج جواز للابن مثلاً يتطلب موافقة الأب أو تواجده أثناء الإجراءات ولكن الأب مهاجر إلى بيت آخر أو شقة أخرى ولا يعنيه أن يستخرج الابن جوازاً أو بطاقة، بل إن بعضهم يتعمد إهمال الأبناء نكاية في الأم..؟؟ المهجورات هن من نساء المملكة العربية السعودية أو زوجات لرجال سعوديين وأمهات لأبناء سعوديين أي أنهن جزء من منظومة المجتمع السعودي ومعاناتهن تكشف خللاً في منظومة الخدمات الاجتماعية التي يجب أن تقدم للفرد سواء كان طفلاً أو امرأة أو مسناً أو معاقاً وخلافه من أشكال الضعف التي تحتاج لحماية مؤسسية من قبل الأجهزة الرسمية مع دعم من قبل القطاع الخاص بهدف حماية الأسرة بكاملها من سلبيات الهجر والتي قد تصل لسلوكيات انحرافية أو إيذاء للنفس. المهجورات في مجتمعنا يقمن بيننا ولكننا لم نستطع حتى الآن أن نقوم بحمايتهن من واقع مظلم ومستقبل مجهول لهن ولأبنائهن، اتصور أن من حقهن أن يكون لهن نصيب في الإسكان الشعبي المتوقع البدء فيه، أيضاً من حقهن أن يشملهن الضمان الاجتماعي ومن حقهن أن يكون لهن نصيب في دعم الجمعيات الخيرية للمحتاجين وأن يكون لهن حماية قانونية من تعسف بعض الرجال. أيضاً من حق ابنائهن الحماية من تعسف بعض الآباء وأن يتم إلزام الأب بإخراج بطاقة للابن في حالة بلوغه السن القانونية وأن تعطى الأم الحق القانوني في إخراج جواز للابن في حالة الحاجة. المهجورات قضية وملف لا بد من فتحه من قبل الجهات المختصة وإلا فظلمهن جميعنا يتحمله.