يُعَدُ مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان مساحة وكثافة سكانية ، حيث يبلغ عدد سكانه أكثر من 75 ألف لاجئ حسب إحصاءات وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الأونروا) وسجلات منظمة التحرير الفلسطينية. ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان على مساحة جغرافية أقل من كيلو متر مربع واحد على رغم كثافة سكانه وهذه نسبة سكن عالية في مساحة محدودة مقارنة بنسب الوجود السكاني في المدن والقرى في لبنان وفي مناطق أخرى من العالم .. علما أن سكان هذا المخيم الذي أقيم برعاية الأممالمتحدة بعد نكبة العام 1948م يعانون اليوم كما الأمس من ظروف إنسانية واجتماعية صعبة كباقي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وأكدت فعاليات تربوية واجتماعية فلسطينية في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية التي قامت بجولة ميدانية داخل المخيم بمناسبة الذكرى ال 63 للنكبة أن مأساتهم تزداد قساوة وأوضاعهم تزداد تعقيداً. وقال مدير مدرسة الأونروا في عين الحلوة مأمون الخطيب في تصريح ل(و.ا.س) ان ما زاد وضع اللاجئين الفلسطينيين تعقيدا هو طبيعة القوانين اللبنانية التي تمنع اللاجئ الفلسطيني من العمل بأكثر من 72 مهنة وتمنعه من حق تملك منزل كباقي العرب والأجانب المقيمين في لبنان. وأضاف انه على مدى السنوات الماضية عانى الفلسطينيون من ذلك أشد المعاناة، فالبطالة وصلت إلى حد 65 في المئة بين صفوف الشباب وخصوصا أصحاب الكفاءات الطبية والهندسية وغيرهم يضاف إلى ذلك تحول عدد من الأطباء والمهندسين عن ممارسة مهنهم إلى ممارسة مهن أخرى، على رغم قرار وزارة العمل اللبنانية الأخير بالسماح للفلسطينيين بممارسة بعض المهن التي كانت محظورة عليهم إلا أن مفاعيل القرار لم تؤثر بشكل كبير على الواقع المعاش حتى الآن ولا يعرف مدى التأثير وهل سيكون كبيرا أم ماذا سيكون في المستقبل القريب؟ . واعتبر الدكتور وائل شحادة أن الجانب الصحي هو الأشد وطأة والأكثر تأثيرا على اللاجئ الفلسطيني داخل المخيمات خاصة بعد تقليص خدمات (الأونروا) للاجئين وتزايد نسبة الأمراض بسبب الفقر وسوء التغذية والبيئة التي يتعرض لها اللاجئون. من جهته رأى أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان منعم عوض في تصريح مماثل أن الظروف الصعبة التي يعيشها الشباب الفلسطيني تتفاقم بشكل خاص مع شريحة المتخرجين الجامعيين الذين لا يجدون عملا .. مضيفا "فالكثيرون من هؤلاء قد تخرجوا أطباء أو مهندسين أو محامين إلا أنهم لم يجدوا عملا لفترة طويلة ما أوصلهم إلى خيارين اثنين إما أن يبقى أحدهم عاطلا عن العمل وعالة على أهله وإما أن ينسى شهادته ويعمل في مجال آخر كبائع للخضار أو سائق".