أعلن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين في مصر، أمس انه تم اختيار مفكر مسيحي نائبا لرئيس الحزب وان حوالى مئة قبطي هم من الاعضاء المؤسسين. ونقل موقع الاخوان الالكتروني عن القيادي في جماعة الاخوان المسلمين محمد سعد الكتاتني قوله ان الحزب يضم ايضا حوالي ألف امرأة. وقال الكتاتني بعد ان رفع الى لجنة الاحزاب السياسية الاوراق اللازمة للاعتراف بالحزب رسميا "ان عدد المؤسسين الذين حرروا توكيلات التأسيس وصل الى 8821 من جميع محافظات مصر بينهم 978 امرأة و93 قبطيا لافتا الى انه تم اختيار المفكر المسيحي رفيق حبيب نائبا لرئيس الحزب". ونفى الكتاتني ان يكون اختيار المفكر رفيق حبيب جاء لكونه مسيحيا، وقال "لم نختر رفيق حبيب لكونه مسيحيا فقط وانما باعتباره قيمة فكرية عالية وقيمة تضيف الى الحزب"، مؤكدا ان "وجود مسيحيين بين مؤسسي الحزب يدل بشكل عملي ان الاخوان المسلمين ينفذون ما يقولونه ويصرحون به وان الاخوة المسيحيين شركاء الوطن". وأكد الاخوان المسلمون مرارا معارضتهم لترشح قبطي او امرأة الى الرئاسة، وذلك خلافا لحزب الحرية والعدالة الذي قال انه سيكون "مستقلا" عن الجماعة. وقال الكتاتني "ان الحزب ليس تشكيلا دينيا بل حزب مدني يستند الى مبادىء الشريعة" وقال ان "الحرية والعدالة" سيبدأ انشطته في 17 يونيو بعد تشكيل حزب سياسي. وكانت جماعة الاخوان المسلمين محظورة في السابق، لكنها كانت تعتمد على شبكات اجتماعية قوية، وكان مرشحوها يتقدمون للانتخابات بوصفهم مستقلين. وحققت الجماعة اختراقا كبيرا في 2005 وفازت بعشرين بالمئة من مقاعد مجلس الشعب، ولكنها هزمت في الدورة الاولى من انتخابات نهاية 2010 التي شابها تزوير واسع النظاق واعمال عنف، وقررت عدم المشاركة في الدورة الثانية، وتنشط الجماعة في المساجد حيث انشأت جمعيات للتكافل الاجتماعي، وفي الجامعات والنقابات المهنية، وتعتبر الجماعة اقدم حركة اسلامية سنية، وقد اسسها في مصر حسن البنا سنة 1928. وعلى مدى تاريخها، انتقلت الجماعة من المعارضة العنيفة للسلطة الى التعاون معها، ومن الدعوة الى دولة اسلامية الى القول بانها ستحترم العملية الديموقراطية، وهي تبقى لغزا وتثير مخاوف الغرب الذي يخشى قيام حكم اسلامي في مصر.