بعد مفاوضات مضنية استمرت خمسة أيام لإقناع الأفرقاء في اليمن بالتوقيع على المبادرة الخليجية، غادر الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي العاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس بعد أن تعثر التوصل الى اتفاق لإنهاء الأزمة في اليمن، رغم موافقة الحكومة والمعارضة في وقت سابق على اتفاق من حيث المبدأ. وقالت مصادر في السلطة والمعارضة ل "الرياض" أن الاختلاف كان حول الأطراف التي ستوقع الاتفاقية على رغم قبول الطرفين بها بصيغتها التي وردت في 21 ابريل الماضي واصرار الرئيس اليمني على عبدالله صالح على الالتزام برفع الاعتصامات ووقف التظاهرات وحل مشكلة الجنوب وانهاء التمرد في صعدة وانهاء الانقسام في صفوف الجيش. بائع متجول في صنعاء يعرض بضاعته من البيض وقد كتب على كل بيضة عبارة «ارحل يا علي» (إ.ب.أ) وكان طُرح مقترح آخر، أن يوقع الرئيس صالح بصفته رئيس الجمهورية ورئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والدكتور ياسين سعيد نعمان ممثلا لتكتل أحزاب اللقاء المشترك. وبعد رفض المعارضة لهذا المقترح، قُدم مقترح آخر وهو ان يوقع الرئيس صالح المبادرة وبعدها يتم توقيعها من قبل خمسة ممثلين للمؤتمر الحاكم وشركائه وخمسة من المعارضة وحلفائها على ان يحدد مكان وزمان التوقيع الذي كان مقرراً ان يحضره عدد من السفراء الأجانب، وهو ما رفضه الرئيس صالح. وحمّلت المعارضة الرئيس صالح مسؤولية فشل المبادرة الخليجية، وكان الدكتور الزياني التقى شباب الثورة أول من أمس وقال لهم انه أمام الرئيس صالح مهلة يومين للتوقيع على الاتفاقية والا فان دول الخليج سوف تسحب مبادرتها. ويتخوف مراقبون من أن الوضع سيتوتر كثيرا بعد فشل الجهود الخليجية، وكان شباب الثورة اعدوا برنامجا تصعيديا خلال الايام الماضية ومنها خيار الزحف نحو القصور الرئاسية.