بأمر من المولى عزّ وجلّ يجدد الجسم يومياً خلايا البشرة والعضلات والعظام، ويحرّك خلايا الدم الحمراء التي تحمل العناصر الغذائية والأوكسيجين لتصل إلى حواف الجسم البعيدة، ويرسل إشارات عصبيّة تقطع مئات الأمتار بين الدماغ وباقي أعضاء الجسم، ويقوم كذلك بإعداد مراسلين كيميائيين ينتقلون من عضو إلى آخر لضمان تمام قيام الجسم بمهامه. وللقيام بكل ذلك يحتاج الجسم إلى مالا يقل عن ثلاثين نوعاً من الفيتامينات والمعادن والمكونات الغذائية التي لا يمكن للجسم أن ينتجها بنفسه. وعلى الرغم من ان الجسم لا يحتاج إلا إلى كميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن ليعمل بكفاءة إلا إن وجود تلك الكميات الضئيلة ضروري جداً. وتوفرها في الجسم يضمن الصحة وتجنب الأمراض بإذن الله. وصحة العظام تتطلب مزيجاً متوازناً من الكالسيوم وفيتامين د وفيتامين ك والمغنيزيوم والفسفور مجتمعة، كما أن توفر فيتامين ج في الجسم يساعد على حسن امتصاص الحديد من الطعام، بينما يمكن أن تسبب زيادة المنغنيز إلى عكس ذلك، أي إلى سوء امتصاص الحديد!! والفيتامينات تختلف عن المعادن، فالتركيب الكيميائي للفيتامينات يتأثر بالحرارة وبملامسة الهواء وبتعرضها للأحماض، بينما تحافظ المعادن على تركيبتها الكيميائية بشكل أفضل. فالمعادن تصل إلى الجسم عبر الانتقال من التربة إلى النباتات والحيوانات التي تأكل تلك النباتات، بينما توجد عوائق لانتقال الفيتامينات من الأطعمة إلى الجسم لأن الطبخ والتخزين والتعرض البسيط للهواء يمكن ان تكون عوائق لاستفادة الجسم من تلك الفيتامينات. وزيادة على ذلك، غالباً ما يختلف مقدار الحاجة إلى الفيتامينات، فعمر الإنسان وجنسه واعتبارات أخرى كثيرة تساهم في تحديد ما يحتاجه من فيتامينات. ولذا، تذكر نشرة جامعة هارفرد بعنوان "الأكل الصحي: المرشد للتغذية الجديدة" Healthy Eating: a Guide to the New Nutrition أن أفضل طريقة هي الحصول على الفيتامينات والمعادن من الأطعمة وليس على هيئة دواء، فقد أثبت عدد كبير من الأبحاث أن من الممكن التقليل بشكل كبير من فرص الإصابة بالأمراض عن طريق تناول أطعمة طازجة، وتؤكد نشرة هارفرد على ان تناول الفيتامينات والمعادن على هيئة أدوية او مكملات غذائية لم يعد مقنعاً كما كان سابقاً، فعلم التغذية الحديث يثبت ان هناك المزيد من المكونات المفيدة في الأطعمة الطازجة، وهناك المزيد من تبادل المنافع بين تلك المكونات التي يعزز بعضها امتصاص بعضها الآخر..