لا تتجاوز المسافة التي تفصل بين مطار باييرم السويسري العسكري ومطار بروكسيل الدولي خمس مئة كيلو متر. ومع ذلك فإن الرحلة الجوية التي قادت راكبي طائرة انطلقت من المطار الأول لتصل إلى المطار الثاني يوم الجمعة الماضي استغرقت ثلاث عشرة ساعة. على الرغم من أن هذه الطائرة تبدو بطيئة جدا فإن مخترعها السويسري برتران بيكار والذي كان أحد راكبيها بدا منشرحا جدا عند نزوله منها لثلاثة أسباب هي أن هذه الطائرة تعمل بالطاقة الشمسية وأن الطائرة استهلكت من الطاقة الشمسية طوال الرحلة كميات أقل من تلك التي التقطتها من أشعة الشمس خلال الرحلة عبر الألواح التي جهزت بها والتي يبلغ عددها اثني عشر ألف لوح. زد على ذلك أن هذه الطائرة كانت في رحلتها العالمية الأولى علما بأن رحلتها الداخلية التجريبية الأولى في سويسرا نظمت في شهر يوليو الماضي. وإذا كان طول الطائرة الشمسية التي حطت في مطار بروكسيل الدولي يوم الجمعة الماضي يبلغ أربعة وستين مترا فإنها لا تزن سوى طنين اثنين. ويسعى مخترعها دوما إلى جعلها قادرة على التحليق على نحو أسرع وبطريقة تسمح بترشيد استخدام الطاقة الشمسية. ومن المنتظر أن تكون هذه الطائرة ضيف شرف معرض البورجيه الباريسي للطيران والفضاء في دورته المقبلة التي ستلتئم من العشرين إلى السادس والعشرين من الشهر المقبل. وستكون لبرتران بيكار أثناء هذا المعرض لقاءات عديدة مع طيارين محترفين قادرين على مساعدته على الإعداد لرحلة الطائرة الشمسية حول الأرض بعد عامين. تجدر الإشارة إلى أن برتران بيكار هذا طيار وطبيب. وقد تمكن في عام 1999 القيام برحلة حول العالم بدون انقطاع بواسطة منطاد. ويقول بيكار دوما إن لديه قناعة بأن طائرات المستقبل ستعمل بالطاقة الشمسية. ويعتبر أن الوصول إلى هذه المرحلة ينبغي أن يمهد له بشكل تدريجي عبر مراحل أخرى منها تلك التي تهدف إلى إيجاد مكان للطائرة الشمسية في المطارات بجانب الطائرات العادية.