لن أكون الأخير الذي يكتب عن نظام ساهر المروري لان مجال الموضوع خصب و حيوي بيد أني سوف ألج فيه عبر مساهمة متواضعة فأشير بالبداية إلى أنه قد واكب انطلاقة هذا النظام حملة شعواء ومعارضة شديدة أكثر مما تعرض له أي نظام قبله , و مما ضاعف من أسباب هذه الحملة عدم استيعاب الناس و تفهمهم لمقاصده و غاياته لقلة برامج التوعية عنه و عن فوائده , و انطلاقته قبل الاستعداد الكافي لتطبيقه حيث لم تكن الشوارع و الطرقات قد هيئت لهذا القادم الجديد و لم تكن اللوحات الإرشادية التي تحدد السرعات قد رتبت وشملت كل الشوارع . و علينا أن ننوه أن فوائد النظام ومكاسبه لا تعد و لا تحصى و لا يمكن بأي حال قياس ضرر غرامة بسيطة تطبق على المخالفين بآثار و أضرار ما تقترفه الحوادث المروية بطرقاتنا و شوارعنا , من حصد لأرواح الشباب وغيرهم و تدمير للممتلكات , إذ بلغت الفوضى المرورية حدها الأقصى , لعدم التزام الناس بقواعد المرور و نظامه , و قد ظهر قائدو المركبات و كأنهم في حلبة مصارعة , أو غابة ليس بها نظام تعبث بها الوحوش من كل جانب و يفتك فيها القوي بالضعيف . و لذلك يلزم لضمان جودة هذا المشروع و حسن أدائه مضاعفة الجهود من قبل إدارة المرور تجاه سد جميع الثغرات التي تظهر من واقع التطبيق و تعمل على إصلاحها و حلها و عدم الاستكانة و الجمود, كما أن عليها تكثيف الحملات الإرشادية و التوعوية بوسائل الإعلام المختلفة لتوعية الناس بأهميته و غايته و أنه ما أوجد إلا لخدمتهم و الحفاظ على سلامة أرواحهم و ممتلكاتهم و تسهيل سبل سيرهم, و أن لا تترك الساحة لمن يريد إعاقة النظام و تدميره من قبل المستهترين بالأنظمة و الذين يطلقون الشائعات و الأقاويل المبالغ فيها تجاه سلبياته و مطالبتهم بإيقافه و إلغائه , حيث وجدوا فيه تقييدا لحرياتهم العبثية و استهتارهم , و إن قمة الخطورة أن يبلغ مدى عبث هؤلاء إلى التعرض للكاميرات و تحطميها و تعريض القائمين عليها للخطر. و من المهم الاعتراف بأن هناك بعض السلبيات و القصور تجاه النظام , مثل عدم شموله لجميع الشوارع الرئيسية و الطرقات و تركيز إدارة المرور على الشوارع الفرعية التي لا تعاني من السرعات الزائدة و نصب الكاميرات المتحركة بها مقابل عدم التركيز على الشوارع الرئيسة والدائرية و التي تكثر بها السرعات والحوادث , حيث لم تتم تغطيتها بالكاميرات الثابتة , و لو رجعنا إلى الطريق الدائري بمدينة الرياض مثلا والذي يبلغ طوله قرابة (80) كم لم نجد فيه سوى (4) كاميرات ثابتة لرصد السرعة , مما بلغ ببعض الناس إلى أن يظنوا أن النظام ما أوجد إلا من اجل جباية الأموال فقط . و لو تم الأخذ بتجربة بعض الدول الخليجية المجاورة و التي قامت بتركيب الكاميرات الثابتة على طرقاتها وشوارعها الرئيسية على بعد كل (2) كم تقريبا من أجل ضبط حركة المرور, بحيث لا يتسنى لأي عابث أو طائش انتهاك حرمة النظام لتقارب كاميرات الرصد أمامه . و ختاما نتمنى أن يساهم أصحاب الرأي و الخبرات و المثقفين بحملة مؤازرة قوية لرجال المرور و القائمين على النظام للتوعية بفوائد النظام و حسناته , و النقد البناء تجاه أوجه القصور فيه حتى يتسنى تكامل النظام وشموله و سد أوجه القصور فيه , و تكون هذه الحملة مضادة للحملات التي تريد تشويه النظام و إعاقته . و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل ..