أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" ان الغارة التي نفذها على مدينة البريقة الليبية استهدفت مركز قيادة تابعا لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وأصدر "الناتو" بياناً قال فيه انه تم استهداف مركز قيادة وتحكم في البريقة لأن النظام الليبي كان يستخدمه لتنسيق الضربات ضد المدنيين الليبيين. وأضاف البيان "نحن نعي المزاعم عن سقوط ضحايا مدنيين نتيجة هذه الضربة، وبالرغم من أننا لا نستطيع تأكيد صحة هذا الزعم بشكل مستقل، نأسف لأي خسارة في أرواح المدنيين". وشدد على ان "هدف الناتو وشركائه هو تقليص قدرة نظام القذافي على مهاجمة مدنيين من خلال إضعاف بنية القيادة والتحكم لديه". وأكد ان المبنى الذي استهدف كان مركز قيادة وتحكم. وكان مصدر رسمي ليبي قال الجمعة ان 16 شخصاً قتلوا وأصيب 30 بجروح في غارة لحلف شمال الأطلسي على بيت للضيافة في البريقة بشرق البلاد. يشار إلى ان التحالف الدولي بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينفذ منذ أكثر من شهر غارات جوية على مواقع قوات القذافي بهدف حماية المدنيين وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973. وكانت ليبيا شهدت منذ 17 فبراير/شباط احتجاجات تدعو للديمقراطية والتغيير تصدى لها القذافي بحملة عسكرية دموية. وافادت وسائل اعلام النظام الليبي عن مقتل 16 مدنيا وجرح العشرات في غارة شنها طيران الحلف الاطلسي على تلك المدينة النفطية التي تسيطر عليها قوات العقيد معمر القذافي. واعلن الكولونيل المساعد مايك براكن الناطق باسم عملية الحلف الاطلسي في مقره العام في نابولي (جنوب غرب ايطاليا) عصر الجمعة ان الحلف ليس لديه "معلومات" حول هذه القضية. واستعدت ليبيا السبت لدفن 11 إماما قتلوا، كما يقول نظام معمر القذافي، في الغارة جوية لحلف شمال الاطلسي. وقتل الائمة الاحد عشر ليل الخميس الجمعة في قصف للاطلسي على البريقة (شرق) اسفر ايضا عن 50 جريحا على الاقل، منهم خمسة في حالة خطرة، كما اكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم في مؤتمر صحافي. وكانت وكالة الانباء الليبية ذكرت في وقت سابق ان 16 شخصا قتلوا في تلك الغارة وان 30 اصيبوا بجروح. ويقول مسؤولون ليبيون ان جنازة الائمة ستجرى خلال النهار. ودعا ائمة كانوا موجودين في المؤتمر الصحافي الى الثأر، محرضين المسلمين في كل انحاء العالم على قتل "الف شخص عن كل إمام قتيل"، خصوصا في "فرنسا وايطاليا والدنمارك وقطر والامارات العربية المتحدة". وفي الاول من نيسان/ابريل، قتل الحلف الاطلسي عن طريق الخطأ تسعة متمردين واربعة مدنيين في شرق مرفأ البريقة، وفي السابع منه، اسفر خطأ آخر للحلف الاطلسي عن اربعة قتلى على الاقل بين البريقة واجدابيا. وقد استقر خط الجبهة الشرقية منذ بضعة اسابيع بين اجدابيا التي تبعد 160 كلم جنوب غرب بنغازي معقل المتمردين، والبريقة التي تبعد 80 كلم الى الغرب، التي تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة. في الاثناء تحدى معمر القذافي الحلف الاطلسي، مساء الجمعة بالقول، "انا احب ان اقول للجبناء الصليبيين، انا اسكن في مكان لا تستطيعون الوصول اليه وقتلي فيه، انني اسكن في قلوب الملايين". وبث التلفزيون الرسمي هذه الرسالة الصوتية غداة ضربات للحلف الاطلسي على مجمع القذافي السكني في طرابلس، اسفرت عن ثلاثة قتلى منهم صحافيان وعن 27 جريحا، كما افادت حصيلة رسمية للحكومة. وكان القذافي يرد بذلك ايضا على تصريحات وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الذي قال ان تصريحات اسقف طرابلس التي اكد فيها ان القذافي اصيب على الارجح وغادر العاصمة "تتسم بمصداقية". لكن المونسنيور جيوفاني مارتينيللي نفى مساء الجمعة ان يكون ادلى بهذا التصريح. وعلى الصعيد الدبلوماسي، تابع المتمردون مساعيهم لارساء شرعيتهم الدولية والحصول على اموال. واذا كانت الولاياتالمتحدة لم تعترف بالتمرد، على غرار ما فعلت فرنسا وقطر وايطاليا وغامبيا والمملكة المتحدة منذ الخميس، فانها اعتبرت انه "يتسم بالمصداقية"، وذلك خلال زيارة قام بها الى البيت الابيض الجمعة محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للتمرد. والتقى جبريل ايضا جيم شتينبرغ، كبير مساعدي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية "تحدثا عن ضرورة توفير الاموال لتخفيف معاناة الليبيين وتلبية الحاجات الضرورية لعمل المعارضة". وسيتابع جبريل جولته في فرنسا حيث سيستقبله الرئيس نيكولا ساركوزي. وعلى الصعيد الميداني، صد المتمردون الذين نشطهم استيلاؤهم على مطار مصراتة في الغرب، القوات الحكومية الجمعة ايضا. وذكر مراسل وكالة فرانس برس، انهم تقدموا 20 كلم شرق مصراتة، وبلغوا ابواب تاورغاء شرقا. وفي الغرب، بلغوا مداخل زليطن البعيدة 50 كلم، وتبعد 150 كلم عن العاصمة. ولدى انسحابه، ترك الجيش النظامي جثث جنود وشاحنات محملة بالذخائر. وقتل متمردان ايضا في المعارك. وليل الجمعة السبت، سمعت من جهة اخرى، ستة انفجارات حول طرابلس، كما افاد شهود. وعلى الصعيد الانساني، قدمت الفرقاطة الرومانية روا فردينان التي تراقب احترام الحظر على الاسلحة المفروض على ليبيا، مساعدة ليل الخميس الجمعة الى حوالى 150 افريقيا كانوا موجودين على متن سفينة طرأت عليها اعطال بعدما غادرت مصراتة، كما اعلنت السبت وزارة الدفاع في بوخارست.