تربطني بزميلي الراحل فهد بن منيف الشهير بلقب (سعدة) علاقة قوية ومتينة تعود جذورها إلى أكثر من نصف قرن من الزمان.. تزاملنا ونحن صغار في حي (جبرة) وانتقلنا سوية إلى فريق نجمة الرياض هذا الفريق الذي تبناه (شيخ الرياضيين) عبدالرحمن بن سعيد (شفاه الله) أوائل ثمانينيات القرن الهجري الماضي. (سعدة) رحمه الله شكل ابرز مدافعي حقبة الثمانينيات في صفوف النجمة ومثل منتخب الوسطى كواحد من الأسماء اللامعة التي تألقت في خط الظهر. المرحوم فهد بن منيف كان بطل المعسكرات في قفشاته وابتساماته التي تنم عن طيبة قلب وخلق رفيع. ومن المواقف الطريفة للمرحوم (سعدة) حينما اختير لمنتخب الوسطى وتوجهنا لمطار الرياض للسفر إلى جدة لمقابلة منتخب الغربية عام 1387ه وكانت تلك أول مرة يركب فيها طائرة وعند أول السلم قام (سعدة) بنزع حذائه وتركه على أرضية المطار وصعد حافياً وعندما وصلنا مطار جدة نزل من الطائرة وبحث عن حذائه أسفل السلم فلم يجده والتفت نحوي قائلاً: «يا فهد سرقوا انعالي.. أنا حاطهاهنا ومالقيتها وشلون امشي حافي والأرض حارة». وفطسنا عليه من الضحك قبل ان يقترح عليه زميلنا (جليَّل) ارتداء البوت بدون شراب كحل لمشكلته!! والموقف الآخر الطريف لسعدة (رحمه الله) في إحدى المقابلات التلفزيونية التي أجراها المذيع علي داود مع لاعبي منتخب الوسطى في جدة كبطاقة تعريفية.. يظهر فيها اللاعب ليعرف باسمه ومركزه فقط.. وتجاهل داود (سعدة) فزعل الأخير وقال لعلي: «ليه أنا ماني رجال تسوي معي مقابلة مثل نادر العيد وفهد بن بريك»؟! فوافق علي داود وطلب منه ان يذكر اسمه ثم مركزه في المنتخب فقط وحين امسك (سعدة) بالمايكرفون ارتبك وتلعثم في الكلام قائلاً: (فهد بن محمد بن ستوبر بن يمين) فالغي التسجيل وضحك كل من كان في الاستوديو على (سعدة) في ذلك اليوم.