أعتقد أن العديد من الأهالي قد رحبوا بقرار وزارة التربية والتعليم الصادر منذ يومين ، حول استثناء الطلاب والطالبات من السن النظامية المحددة للقبول في الصف الأول الابتدائي ، ممن أنهوا التمهيدي من رياض الأطفال وتقل أعمارهم عن ست سنوات ، بمائة وثمانين يوماً فما دون .. طبعاً هذا وفقاً لشهادة من رياض الأطفال تثبت " انتظام الطالب أو الطالبة لمدة فصلين دراسيين، وامتلاكهما للمهارات النمائية الأساسية التي تمكنهما من الانتظام في المدرسة واكتساب المعارف والمهارات". مصدر ترحيب هذه الفئة هو كونهم ممن التزموا بإلحاق أطفالهم في صفوف تمهيدية ، منهم من بدأ من الحضانة فالروضة فالسنة التمهيدي ، ومنهم من كان حريصاً فقط على إلحاق طفله بالصف التمهيدي ، لتدريب الطفل على التعلم المدرسي قبل أن يلتحق رسمياً بالتعليم النظامي . لذا من حقهم أن يحصلوا على استثناءات لأطفالهم عند قبولهم في الصف الأول النظامي وهذا ما تضمنه القرار الوزاري . ومن وجهة نظر أخرى أتذكر أن أصواتاً كثيرة كانت تطرح مقترحاً حول الطفل الذي تخرج من التمهيدي بمهارات تماثل المهارات التي يكتسبها طالب الصف الأول النظامي ، وربما تتفوق عليها في بعض الروضات الحديثة ، وكانت تلك الطروحات تتساءل " لماذا لا يتم تقييم مهارات طفل السادسة ، عند تقدمه للالتحاق بالمدرسة النظامية ، وفي حال ثبوت امتلاكه للمهارات التي يفترض بخريّج الأول الابتدائي امتلاكها ، يُسمح ، وقتئذٍ ، لهذا الطفل أن يتجاوز الصف الأول ويُسجّل مباشرة بالصف الثاني الابتدائي ، أي يصبح من حقه أن يربح سنة دراسية يكتسب من خلالها مهارات أخرى تناسب تفوقه واستيعابه الذي أبداه في التمهيدي ؟" وللعلم ، فإن هذا الطرح معمول به في بعض البلاد العربية ، فهو ليس بالجديد ، ويستحق أن يناقش بجدية على طاولة الوزارة ، فأطفال اليوم يدخلون المدرسة وهم على علم باستخدام الحاسب والانترنت والجوال، ويتقنون لغة التقنية التي يجهلها بعض المعلمين والمعلمات ممن تجاوزوا سنواتهم الأربعين والخمسي! جيل متفتح وذكي ومتابع لكل ماهو حديث، وله قدرة على التقاط مهارات التعلم والتواصل من حقه أن يحصل على فرص تعليمية ذكية ومتفهمة تواكب متطلباته وقدراته، وتكون أرقى وأحدث من أنظمة التعليم التي تربى عليها آباؤه وأجداده .. أليس كذلك ؟