تمتع قليل من الخضروات بما يتمتع به الملفوف من سمعة كنبات غنيّ بالمغذيات، فالملفوف، الذي منه عدة أنواع كالملفوف الأخضر والأحمر والبك تشوي الصيني، يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، فالمجتمعات التي يكثر فيها استهلاك الملفوف تقل فيها نسب الإصابة بسرطان القولون. والسبب هو غِنى الملفوف بالآلياف ، وتناوله يحافظ على صحة الأمعاء بجعل حركتها في التخلص من الفضلات أسرع. والملفوف غني أيضاً بالكيميائيات النباتية التي تعوق نمو الأورام السرطانية وتحمي الخلايا من تكوّن الجذور الحرّة. وبعض تلك الكيميائيات تسرّع من استفادة الجسم من الإستروجين مما يقلل تبعاً لذلك من حدوث سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وسرطان المبايض. كما أن الملفوف يعتبر مصدرا ممتازاً لفيتامين ج الذي يقلل وجوده في الجسم من الإصابة بالانفلونزا، وللبيتا كاروتين الذي يحوله الجسم في الأمعاء الدقيقة إلى فيتامين أ مما يجعل تناول الملفوف وسيلة فعالة للحدّ من تدهور البصر في مرحلة الشيخوخة. وهو غني كذلك بفيتامين ك الذي يساعد على تخثّر الدم مما يقلل من نزيف الدورة الشهرية لدى النساء. والملفوف النيئ (غير المطبوخ) غني بحمض الفوليك الضروري للمرأة الحامل بشكل خاص. وغناه بكل تلك المغذيات يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والروماتيزم ومشاكل البشرة. وزيادة على كل ذلك فالملفوف قليل السعرات الحرارية مما يجعله مناسباً لتخفيف الوزن. ويمكن تناول الملفوف مطبوخاً أو نيئاً، لكن إحجام الكثيرين عن تناوله يعود إلى رائحته النفاذة عند الطهي وإلى تسببه بغازات في الأمعاء عند أكله نيئاً، ويمكن حل المشكلتين ببساطة. فالتخلص من رائحته أثناء الطهي ممكن عن طريق إضافة القليل من بذور الكراوية او الكمون او الشمر إليه، وإضافتها لا يخلص من الرائحة فقط ولكنه أيضاً يساهم في تحسين هضم الملفوف. ومع أن أغلب الناس يأكل الملفوف مطبوخاً إلا إن الطبخ يحرم من الاستفادة من الفيتامينات فيه لأن معظمها تتلف عند تعرضها للحرارة. ولذا فالأفضل تناوله نيئاً. ويخشى الكثيرون من الغازات عند تناول الملفوف نيئاً، ولكن الغازات تكاد تنعدم إذا أكل الإنسان الملفوف بدون تناول نشويات أو سكريات معه في الوجبة، وأفضل طريقة هي تقطيعه في السلطة وتناول السلطة كوجبة قائمة بذاتها. أو تقطيع الملفوف إلى أرباع أو أثمان، واستخدام أوراقه كالخبز (ولكن بدون تناول الخبز) لغرف أنواع من الغموس مثل متبّل الباذنجان أو بابا غنوج أو غموس مكون من جبن أبيض فيتا مخلوط مع زيت زيتون وثوم وزعتر برّي (أوريجانو) وعصير ليمون حتى تندمج المقادير تماما. أو غموس البستو المكون من الأعشاب العطرية (كالريحان أو النعناع أو الكسبرة) المخلوطة بالخلاط مع الثوم وزيت الزيتون والجوز وقليل من الملح. ووجود زيت الزيتون في أنواع الغموس يساعد على استفادة الجسم من فيتامين ك الذي يذوب في الدهون. وتذكر بعض المصادر أن الإكثار من تناول الملفوف يعوق امتصاص اليود، فيجب التأكد من صحة الغدّة الدرقية وإفرازاتها أو تناول اليود كمكمل غذائي عند الرغبة في الاستفادة من خصائص الملفوف الغذائية.