إن صحت الروايات التي تقول إن الفرصة متاحة لتوفير فرص عمل للمرأة بحوالي نصف مليون سيدة بل لجذبها لسوق العمل كما وردت في صحيفة «الرياض» يوم الأحد من هذا الأسبوع مع أنني لست متفائلة كثيراً بهذا الخبر الذي يعني حل مشكلة 10% فقط من حوالي 5.2 مليون سعودية خارج قوة العمل مقابل 706 آلاف من العاملات السعوديات في السوق لا يشكلن إلا أقل من 12%، أولا حتى وإن سلمنا جدلا بمصداقية هذا الأمر وتوفير فرص عمل لنصف مليون سيدة فإنها وبكل المقاييس ليست كافية لحل مشكلة بطالة المرأة السعودية التي تصل معدلا عاليا بحوالي 26.4% من قوة العمل النسائية وحسب المعلومات الرسمية، في المقابل نجد أنه من بين ال8 ملايين عامل أجنبي في المملكة 2.5 مليون عاملة غير سعودية تحل حوالي نصف قوة العمل النسائية العاطلة وليست 10% منها، ان كانت الأنظمة والقرارات واضحة ومطبقة على الواقع ووجد التأهيل والتعليم المناسب لهذه الفرص الوظيفية، ويكفي واقعة قرار تأنيث بيع الملابس النسائية وتعطيله وهي حالة واضحة لنعرف إلى أي مدى نحن عاجزون على علاج هذه القضية والأمر الأكثر غرابة ألا تشكل قوة العمل النسائية الكلية إلا حوالي 16% من إجمالي قوة العمل في المملكة في حين أن ما ينفق على تعليمها يتجاوز ما ينفق على الرجل بنسبة 53%، وقد بقيت هذه المشكلة مستمرة على مدى عقود من الزمن، الأمر الآخر لسنا متشائمين والقناعة كما يقال كنز لا يفنى. هل بالفعل نحن قادرون على توفير فرص عمل وجذب نصف مليون سعودية إلى السوق؟ من وجهة نظر شخصية لا أرى ذلك ممكنا وليس السبب في عدم توفرها وإنما من وجود ما يسمى بالخطوط الحمراء في سوق العمل مع أنني أرى وللأسف الشديد أن الخطوط الحمراء هي ما يتم حالياً باسواقنا، لا يمكن قبول العمالة الأجنبية الرجالية وهي في حدود 300 ألف تعمل في بيع الملابس النسائية بما فيها من محاذير اجتماعية واقتصادية وبناتنا قابعات في منازلهن، اقسام الصيانة والكهرباء في الجامعات والكليات والمدارس النسائية لم نستطع توفير برامج تدريبية وفرص وظيفية لهذا النوع وللأسف الشديد، فرص عمل كثيرة في الطب والمحاماة والخدمات كثير منها يرتبط بالمرأة وتحرم منها ويكرم الرجال الأجانب لشغلها وعيون السعودية ترقبها بكل حسرة وندم، ينبغي التوسع في التوظيف وخلق فرص العمل بالاستثمار والتنمية وما ذكره وزير العمل حول البرنامج الجديد (نطاقات) الذي يستخدم الألوان الخضراء والصفراء والحمراء لقياس مستويات توظيف السعوديين واستخدام منهج التحفيز للسعودة بدلا من فرضها قد يساهم في العلاج ولكنه ليس هو الحل الوحيد، فلا بد لنا ايضا من استخدام هذه الالوان نفسها وتطبيقها على من يماطل ويرفض تطبيق قرارات الدولة في توظيف المرأة ولينتقل اللون الأحمر الذي يعيقها إلى اللون الأخضر الذي تحلم به ويحلم به الوطن في عزة وكرامة. خاطرة: أتعس الناس من كان بلا صديق وأكثرهم تعاسة من خسر صديقه