لم يدر بخلد "أمل" أنها ستكون ضحية لمحاولة ابتزاز من شخص ادعى امتلاكه شركة بحاجة إلى موظفين وموظفات لشغل عدد من الوظائف، وذلك بعد أن وضع إعلانا في عدد من الصحف يحمل أرقام هواتف وبريد الكتروني استقبل من خلاله العديد من "السير الذاتية" للشباب وشابات يملئهم الأمل بالحصول على وظيفة تساعدهم على مصاريف الحياة. الإعلان في ظاهرة لا يوضح النية السيئة التي تسكن في نفس صاحبه الذي حاول استغلال حاجة الباحثات عن الوظائف، من خلال "طلبات قذرة" وتحت تهديدات عديدة ساعدته بذلك كثير من المعلومات المتوفرة في السيرة الذاتية لكل فتاة، إضافة لصور بعضهن المرفقة، وهو ما تسبب في وقوع كثير منهن ضحايا لطلبات مالية باهظة اضطررن لدفعها حتى لو كانت بالاستدانة؛ لخوفهن من الفضيحة التي ستشوه سمعتهن وسط أهلهن ومجتمعهن في حال رفضهن دفع المبالغ المطلوبة، خصوصاً أن مثل هذه الحوادث تصبح أرضاً خصبة للقيل والقال في المجالس، ولمعرفتهن أن المجتمع لن يتفهم أنهن ضحايا ليس لهن أي ذنب، وهو ما دعا وزارة الثقافة والإعلام التعميم على الصحف بعدم نشر أي إعلانات أو أرقام هواتف ومواقع الكترونية عن وظائف متوفرة من دون أن يتضمن الإعلان اسم الجهة المعلنة، إضافة لاعتماده من الجهات ذات الاختصاص، وذلك بعد أن لاحظت الوزارة نشر إعلانات في الصحف المحلية تتضمن وجود فرص وظيفية نسائية تحتوي على أرقام جوالات أو مواقع الكترونية مجهولة المصدر تم استخدامها من قبل ضعاف النفوس لمآرب شخصية لاستدراج الفتيات. المقدم الرقيطي: تأكدن من المصدر قبل إرسال المعلومات التحرش والاعتداء الجنسي لا يقتصر الابتزاز من قبل أصحاب النفوس الدنيئة لمبالغ مالية من ضحاياهم، بل يمتد لمحاولة التحرش والاعتداء الجنسي الذي أوقع بكثير من الفتيات اللاتي لم يحسن التصرف بصد المحاولة والتبليغ للجهات المسؤولة، وذلك ما يساعد على وضع حد للطلبات المهينة التي يطلبها المبتزون، خصوصاً عندما يملكون بعض المستمسكات كتسجيل مكالمات أو صور شخصية، أو حتى بعض المعلومات التي قد يستخدمها في التشهير بها لتشويه السمعة. وقالت "سعاد" - 29 عاماً - إنها تلقت اتصالا في ساعة متأخرة من الليل وكان الرقم مجهولا بالنسبة إليها، حيث عرف المتصل نفسه بأنه مدير موارد بشرية لإحدى الشركات التي قدمت أوراقها لها عن طريق البريد الالكتروني، إلاّ أنها شكت في الأمر خصوصاً وأن الاتصال جاء في مثل هذا الوقت من الليل، إضافة لمحاولة تهربه من استفسارها عن السبب بعدم الاتصال في الصباح أو في وقت ملائم. سعاد: اتصل متأخراً وطلب مني مقابلته في مقهى.. وأضافت:"في بداية حديثه كان يتكلم بطريقة مهذبة ورسمية جداً، حيث كان يمتدح سيرتي الذاتية وخبراتي، إلاّ أن حديثه بدأ يأخذ منحى آخر عندما أشار لنيته بمساعدتي على وجه الخصوص؛ لاجتياز المقابلة الشخصية شرط أن يلتقي بي بأحد المطاعم أو المقاهي للتعرف علي بشكل أفضل، إلاّ أني قابلت طلبه بالرفض، وأوضحت له بأني سأقوم بإخبار إدارته عن هذه المكالمة المشبوهة التي تحمل كثيرا من الامتهان والإساءة لي شخصياً وللشركة التي أعطت ثقتها لموظف خان أمانته لإشباع رغبات حيوانية!". وحرصت "سعاد" على إخبار والدها الذي تواصل مع الشركة؛ ليتضح بأنه لا يوجد موظف في إدارة الموارد البشرية يحمل نفس اسم المتصل ورقم جواله، وهو ما يؤكد أن هناك من يستغل معلومات طالبي الوظائف بطرائق غير مشروعة ما قد يوقع كثيرات في شر المبتزين. القلاف: ندفع ثمن صمت «الضحايا» وتمادي «المبتزين» صمت "الضحايا" وتمادي "المبتزين" رغم تعرض كثير من الباحثات عن العمل لمحاولات ابتزاز وتحرش من قبل محتالي التوظيف، إلاّ أن كثيرا منهن يتكتمن عما تعرضن؛ له لخوفهن من الفضيحة من خلال الأحاديث التي ستتناقل عنهن وتحمل صفة المبالغة دائماً، إضافة لخشيتهن من لوم أهلن ومنعهن من البحث عن وظيفة حتى مع ظروفهم القاسية التي تحتم عليهن العمل لسد كثير من الاحتياجات. وساهم التكتم من قبل "ضحايا" الابتزاز لتمادي "المبتزين" الذين لم يجدوا العقاب الرادع لما قاموا به، ولشعورهم أن ضحاياهم قد خضعوا لهم بعد أن تمكنوا من الحصول على بعض المستمسكات كصور وخلافه؛ ليقوموا بعدها بتضييق الخناق على الضحية التي تجد نفسها وحيدة لا تعرف لمن تلجأ. القبض على «مجرم» غرّر بفتيات لمقابلته في استراحة ونصح "يحيى القلاف" الباحث الاجتماعي، بعدم تقديم الفرصة للمبتزين والمحتالين للتمادي بأفعالهم المشينة التي تتجاوز الماديات؛ لتصل للأعراض، من خلال السكوت والإذعان لطلباتهم، مطالباً بضرورة التبليغ على وجه السرعة للجهات المسؤولة التي تتعامل بشكل جاد مع مثل هذه البلاغات، وبطريقة سرية لا تسبب أي حرج على الضحية كما تعتقد كثيرات ممن يخشون في البداية من التبليغ؛ ليجدن أنفسهن قد وقعن في بئر عميقة كان بإمكانهن منذ البداية عدم الوقوع فيها لو تعاملن بشكل حازم وأكثر وعياً، من خلال عدم إعطاء الفرصة للمحتالين لاستغلال حاجتهن المشروعة بالحصول على وظيفة. وأكد "القلاف" مساهمة الضحايا خصوصاً من قبل الفتيات على تزايد قضايا الاحتيال والابتزاز، وذلك من خلال ثقتهن المفرطة مع أي إعلان ينشر في الصحف، أو على مواقع الانترنت عن فرص وظيفية، وهو ما جعل المحتالين يتخذون من هذا النوع من الإعلانات مهنة للكسب المالي، إضافة لوسيلة للحصول على علاقات غير شرعية. المقدم زياد الرقيطي وقال: "لا يقتصر ضحايا الابتزاز على الفتيات فقط، بل هناك كثير من الشباب وقعوا في شراك المبتزين الذين استطاعوا الحصول منهم على مبالغ نقدية ليست بالبسيطة، ومن ثم تواروا عن الأنظار، بينما فضّل الضحايا الصمت عما تعرضن له لخشيتهن من تعرضهن للسخرية والاستهزاء من قبل أصدقائهن او أقاربهن". الشرطة تحذّر! ودعا "المقدم زياد الرقيطي" الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية، إلى ضرورة التأكد من مصدر إعلانات الوظائف، ومعرفة الشركات قبل إرسال أي معلومات شخصية، وذلك لتلافي الوقوع في خطط التغرير والنصب من الأشخاص الزائفين والمغررين. وقال: إن أقسام الشرطة في عدد من محافظات المنطقة الشرقية تتلقى بين الفترة والأخرى بلاغات عن وقوع فتيات باحثات عن فرص وظيفية في شباك مبتزين ومغررين، مشيراً إلى حادثة وقعت بمحافظة الأحساء مؤخراً عندما تمكّن قسم التحريات والبحث الجنائي بشرطة المحافظة من القبض على مواطن في العقد الرابع من العمر؛ اثر قيامة بالتغرير بعدد من الفتيات من خلال إعلان عن توفر فرص وظيفية نسائية، وإمكانية الاتصال على هاتفه الجوال لمعرفة تفاصيل الوظيفة، محدداً موقع المقابلة في أحد استراحات المحافظة، طالباً الأوراق والمستندات الشخصية، إضافة لمبالغ مالية لإنهاء إجراءات التوظيف. وجاءت عملية القبض على المتهم بعد توافر معلومات لقسم التحريات والبحث الجنائي عن القضية والتحقق من عدم انتساب المتهم للشركة التي يزعم انه يمثلها، وجمع المعلومات اللازمة عنه، ومكان وساعة لقائه بالمغرر بهن، حيث تم دهم الموقع ليعثر على المتهم وجمع من الفتيات المتقدمات للوظائف بصحبة بعض أولياء أمورهن، ليسلم بعدها المقبوض عليه لمركز الشرطة لاستكمال التحقيق معه.