يحلم العديد من أصحاب المنشآت الصغيرة بتنمية أعمالهم، فيبدأ عمله صغيرا على أمل أن يكبر على الصعيد الوطني، ثم على الصعيد الاقليمي وليس خطأ أبدا أن يكون ذلك على الصعيد العالمي. والوصول إلى العالمية ليس من حق الكبار فقط ولكنه من حق الصغار أيضا، بل إنه يمكن أن يتحقق للصغار أسرع من الكبار. نعم يمكن ذلك من خلال التخطيط طويل الامد أو ما نسميه بالإستراتيجية. ومن أول وأهم أساسيات العمل على تحقيق هذا الأمل للمنشآت الصغيرة أن تبدأ باستراتيجية بسيطة ومصغرة ولكنها كبيرة في طموحها. الأمر الآخر هو تلمس الفرص التي يمكن أن تنموا، ووضع الأساسات السليمة للنمو مع المرونة في التغيير والتطوير. إن أول ما يحتاج إليه مالكو المنشآت الصغيرة أصحاب الطموح الكبير أن يبدأو بالتفكير بتحقيق هذا الطموح منذ البداية، فمن أول يوم تؤسس فيه عملك الصغير يجب أن يكون لديك نظرة بعيدة لما ترغب الوصول اليه «ضع أهدافك دائما بين عينيك». من اليوم الأول للعمل ابدأ بالتخطيط، ابدأ وبالخطوة الأولى منه وهي جمع المعلومات عن السوق الذي تنوى الدخول إليه في المرحلة القادمة. المرحلة القادمة يمكن أن تكون بعد سنة أو سنتين المهم أن تبدأ بالتخطيط ورصد الفرص وتتعلم كيف يعمل السوق وكيف يتصرف العملاء وكيف يتصرف المنافسون. احضر بين الحين والآخر الندوات واللقاءات التي تقام حول الصناعة التي تعمل فيها اذهب الى المكتبة أو ابحث في الانترنت مرة أو مرتين في الأسبوع، ابحث عن الجديد وعما يكتب ويقال عن العمل الذي تمارسه حاليا. المهم في هذه المرحلة عدم استعجال النتيجة فبعد سنة الى سنتين من البداية ستشعر انك قادر على التحرك، فلا تنسى أنك صغير وأنك في بداية حياتك العملية فالمهم أن تبدأ. الأمر الآخر رتب المعلومات التي تحصل عليها على شكل فرص يمكن التعامل معها، مرة أخرى لا تستعجل التعامل معها حتى تجتمع لديك معلومات كافية عنها، ومن الأمثلة على المعلومات المطلوب جمعها متابعة الاعمال والمناقصات التي تطرح للتنفيذ هنا وهناك اجمعها وفكر كيف يمكن لك أن تتعامل معها لو كان لديك القدرة المالية والبشرية؛ حاول أن تتجاهل في هذه المرحلة العوائق وارسم الخطة التي تمكنك من تنفيذ هذه الفرص، تعرف على العوائق التي تمنعك من القيام بهذه المناقصة أو تنفيذ هذا العمل. حاول أن تقابل العاملين في هذا المجال وتعرف على طريقتهم في التعامل مع هذه الفرص ابحث عن طرق مختلفة تساعدك على تنفيذ مثل هذه الأعمال. بالتأكيد أن هذه الفرصة الأولى التي حددتها ستطير لأنك لا تستطيع أن تنفذها وستطير الثانية لأنه ليس لديك المال الكافي لتنفيذها والثالثة لأنك لا تعرف كيف يمكن أن تتعامل معها ولا تدري من أين يمكن أن تبدأ بها والرابعة والخامسة؛ ولكن كن متاكدا أنه اذا حصل لك ذلك فأنت على الطريق الصحيح فلا تيأس لأنك بدأت تتعرف على الفرص وترصد نقاط ضعفك وتتعرف على موقفك الحالي وما الذي يجب عليك أن تطوره لكي تستطيع وسياتي اليوم الذي تستطيع فيه أن تحقق خطوتك التالية. المهم هنا أنك بدأت فالبداية الصحيحة هي التي تحتاجها في بداية عملك أو مشروعك الصغير. نعم إن الاستراتيجية التي تحتاجها في هذه المرحلة بهذه البساطة، ورغم بساطتها إلا أن أهم ما يفسدها الاستهانة بها من ناحية وأنها سهلة جدا؛ أو عدم القناعة بنتائجها وأنها كمن يرسم على الرمال التي سرعان ما تتلاشى ولكن التجربة العملية والطريقة العلمية تقول غير ذلك فابدأ وإن كنت صاحب عمل وفاتك البدء منذ البداية فاعتبر اليوم هو يومك الأول في العمل وابدأ، وسنواصل معا بإذن اله تعالى الخطوات التالية التي يمكن أن تعينك على تحقيق حلمك. * إدارة إستراتيجية وتسويق كلية إدارة الأعمال – جامعة الملك سعود