برحيل المربي والأديب البحاثة وعالم الأدب وشيخ النقاد السعوديين الأستاذ عبدالله أحمد عبدالجبار يختتم الكتاب صفحته الأخيرة بآخر أعلام رواد النهضتين التعليمية والأدبية في تاريخ بلادنا. كان الأستاذ الكبير شاهد مرحلة التأسيس الثقافي، عبر امتداد قرن من زمن التحولات الفكرية التي وطأت أكناف المرحلة بين النشأة والتأسيس والنهضة في التربية والتعليم والأدب والصحافة والاذاعة والنشر وبقية قنوات التنمية الثقافية. كان عبدالجبار - رحمه الله - هو أحد أبرز طلائع مفكري الزمن التنموي منذ ترسم منهجه القرائي التحليلي النقدي في كتابه الرائد «التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية» 1959م وفي مقالاته الصحفية وكان وعيه التربوي المبكر يتماهى مع رؤيته النقدية في الدراسات الأدبية والحوار الثقافي نحو استشراف المستقبل. لقد عاش (الأستاذ) حاضراً معقد التركيب مخضباً بالأفكار والرؤى والتطلعات في اشكاليات من الصعب أن تلتف أو تتلاقى في استشراف الجديد والحديث ولكنه قال كلمته في مشروعه الفكري والتربوي والأدبي والثقافي في: (التيارات) والفصول التي شارك بها زميله الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي في (ٍصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي) 1958م وفي أطروحات (الغزو الفكري) 1974م ومقالاته في النقد الثقافي، وحتى رؤية مسرحيته (الشياطين الخرس) 1954م. استهل أستاذنا عبدالجبار البادرة المنهجية في الدراسة النقدية الأدبية والثقافية معاً فكان طليعة الناقد المنهجي ومؤسس النقد المنهجي في البكور، وحين انتحى العزلة والصمت كان يتلمس استشراف من يجيئون ليقولوا جديداً ويؤسسوا رؤى لمرحلة جديدة. رحم الله الأستاذ المفكر، الناقد الرائي المستبصر، فقد كان في واقع حاضره يستشفى آفاق المستقبل وقال سماء رؤى وأفكار رادت طريقاً. أبكيه هاتف فجر كان طالعه شمساً محلقة في الفكر والأدب أب يكلل بالتحنان آلفه ويصطفيه - حفي البدر - بالكتب