من ضيوف الجنادرية لهذا العام الشيخ علي الأمين المرجع الشيعي اللبناني. وذات مساء شهدت جلسة لهذا الضيف في مجلس الشيخ سعد بن ناصر الشثري وحين كنت حاضراً في الجلسة اسمع الحديث المعتدل من الشيخين سرح بي الخيال وحلقت بي الآمال: كيف لو علا صوت هؤلاء الشيوخ الأجلاء شيوخ التسامح والحب شيوخ الاعتدال والوسطية. وتمنيت لو ان تلك الأمسية منقولة على الهواء مباشرة ليشهد العالم الشيخ الشيعي في بيت الشيخ السني السلفي مع جمع من الضيوف يتبادلون الاحترام ويتناقشون بكل صراحة وشفافية. كان الحوار في ذلك المنزل البهي حواراً رائعاً تغلبت فيه روح السماحة الصادقة على الخلافات التاريخية وكانت فيه المكاشفة والمصارحة للعديد من القضايا المثارة على الساحة، ولفت نظري رؤية الشيخين إلى ان الاعتدال عمل ومسيرة ومسار واحتساب وليس دعاية فقط. وتمنى الشيخ علي الأمين قيام قناة إعلامية تسمى قناة الاعتدال يتحدث فيها شيوخ السنة وشيوخ الشيعة، ولفت نظر الضيوف رأي الأمين ان هناك قصوراً من جانب الشيعة المعتدلين، وأنحى باللائمة على الإعلام وصناع القرار ورأى أنه لابد من ان تكون هناك مرجعية شيعية معتدلة تسهم في لم شمل المسلمين وعدم تفريقهم وتترضى على الشيخين وعلى سائر الصحابة وعلى أمهات المؤمنين جميعهن، وأبدى أسفه وألمه من التطاول على هذه الرموز العظيمة. وأجمع الحضور على ان للشر أظافره الحادة وأنيابه القاتلة التي تمثلت في وسائل الإعلام المذهبية الموجهة سياسياً والتي تقدم للجماهير نماذج مسيسة ومتعصبة صباح مساء، وخلص الحضور إلى ان الواجب الملقى على أجهزتنا الإعلامية وعلى السياسيين في هذه الفترة الحرجة هو العمل على إبراز النماذج المعتدلة التي تسهم في لم الشمل، واطفاء الفتنة. وحين سألت الشيخ علي الأمين عن بعض المراجع الشيعية كالسيستاني، وكيف تكونت هذه الشخصية؟ وما خلفيتها العلمية؟ وهل صنعها العلم الغزير؟ تبسم الشيخ علي وقال: إنها السياسة، والإدارة والمال والإعلام ومن ثم الأتباع وكرر أمنيته في ان يكون للاخوة الشيعة حوزة علمية عربية معتدلة تجمع ولا تفرق وتوحد ولا تشتت، وذكر انه بالامكان ان تكون الحوزة في لبنان أو في أي بلد عربي آخر. لقد كانت جلسة ممتعة جمعت مائدة العلم، ومائدة الزاد فللضيف تقديري وللداعي ثنائي وللحضور اطرائي وللقراء احترامي. الشيخ علي الأمين