يبدو أن الفوز الكبير الذي حققه النصر على نظيره باختاكور الأوزبكي برباعية نظيفة جاء في الوقت المناسب؛ إذ يفترض به أن يكون بمثابة الهدنة داخل البيت النصراوي الذي باتت الحرب تشتعل فيه على كل الجبهات، والتي اتقد سعيرها أكثر بهزيمة الفريق الأخيرة في دوري (زين) على يد الاتفاق بثلاثية نظيفة، وهي الخسارة التي صعدت الموقف بين الإدارة النصراوية من جهة واللاعبين، وبين الإدارة نفسها وبعض شرفيي النادي، وبين الإعلام (النصراوي) والإدارة، وبين بعض اللاعبين السابقين والإدارة كذلك حتى لم يبقَ أحد من النصراويين لم يدخل على خط الأزمة التي كادت أن تودي بالفريق الكروي إلى ما لا يحمد عقباه في مباراة باختاكور التي كان الفريق بحاجة إلى الفوز فيها حتى يبقي حظوظه قائمة في التأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا. وفي وقت كان المتابعون يتوقعون أن يكون التصعيد فقط من جهة المناوئين للإدارة؛ وخصوصاً من جهة المناوئين للجهاز الإداري المشرف على الفريق إلا أن التصعيد كان من الجميع، بما فيها إدارة النادي، وعلى رأسها الرئيس الأمير فيصل بن تركي الذي لم يمنعه مرضه وتواجده خارج البلاد للعلاج من أن يدخل على خط التشابك بعد الهزيمة من الاتفاق ليتهم في روم الرمز عبر (البالتوك) بعض اللاعبين بعدم احترام شعار النادي، مشدداً على وجود تأثيرات خارجية لم يسمِ أصحابها مرجعاً السبب في ما آل إليه وضع الفريق، مكتفياً بالتأكيد لمن أسماهم ب"المغرضين" على استمراره حتى نهاية فترته الرئاسية. ولم يقف تصعيد إداريي النادي عن حد كلام الرئيس؛ إذ لحقه إلى ذلك جهاز الكرة حينما حذر قبل مواجهة باختاكور عدداً من لاعبي الفريق ممن يحملون البطاقة الصفراء من الحصول على البطاقة الثانية بالسفر مع الفريق في مباراته مع الاستقلال، في إشارة واضحة من خشيته من تهربهم من الذهاب إلى إيران، وهو ما استغله الطرف الآخر ضد الإدارة. في هذه الأثناء كان المناوئون، أو ربما "المغرضون" كما سماهم رئيس النادي يشحدون سكاكينهم ضد إدارة النادي، وتحديداً جهاز الكرة؛ سواء من بعض اللاعبين السابقين أو الإعلاميين الذي دعوا لاستقالة الإدارة، فضلا عن هجومهم المبرمج ضد نائب رئيس النادي عامر السلهام ومدير الفريق سلمان القريني، وكذلك ضد مدرب الفريق الكرواتي دراغان الذي نال نصيب الأسد من الهجوم؛ حيث اتهموا جميعاً بعدم الدراية في الأمور الإدارية والفنية، وأنهم سبب كل التخبطات على صعيد التعاقدات التي تمت سواء مع المدربين أو اللاعبين، وأنهم كانوا سبباً في استنزاف النادي مادياً. ولا تبدو هذه "الحرب" الضروس في الطريق لوضع أوزارها حتى وهي تمر بمرحلة هدنة بعد الفوز على باختاكور، إذ سرعان ما ستتجدد مع أول إخفاق للفريق سواء محلياً أو خارجياً حيث يشارك في دوري أبطال آسيا، ولن تتوقف إلا حينما تستطيع الإدارة من قيادته لتحقيق بطولة هذا الموسم، حيث يتبقى للفريق الفرصة في استحقاقين، هما كأس الملك للأندية الأبطال، ودوري أبطال آسيا، وهو ما يبدو صعباً للغاية، خصوصاً في ظل عدم استفادة الفريق من لاعبيه الأجانب الذين يبدون عالة عليه، وتظل مواجهة الفريق المقبلة أمام الاستقلال الإيراني واحدة من الجولات الصعبة ليس في البطولة الآسيوية وحسب بل حتى في "معركة" النصراويين الطاحنة.