أكدت شركة أرامكو السعودية على استمرارها في نهجها القائم على إعطاء القطاع الخاص فرصة المشاركة في تنفيذ الخدمات المرتبطة بالمشاريع التي ستنفذها خلال المرحلة المقبلة، وخصوصاً في مجال خدمات البنية الأساسية. وأعلنت في الوقت ذاته عن عدد من المشاريع العملاقة التي ستنفذها في مجال النفط والغاز، وكذلك عن تعاون مع شركة «معادن» لتنفيذ مشاريع مشابهة في مجال التعدين. وأكد عبدالله بن جمعة الرئيس التنفيذي للشركة في المنتدى الأول للمشاريع السعودية العملاقة، الذي عقد في المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين، أن الشركة ستعتمد في تنفيذ العديد من أعمالها على القطاع الخاص. ويثير تأكيد أرامكو، في ضل ضخامة المشاريع التي أعلنت عنها في المرحلة المقبلة، تساؤلات مهمة، حول التأثيرات التي يمكن أن تحدثها مثل هذه المشاركة بين أرامكو والقطاع الخاص لتنفيذ تلك المشاريع. ولعل أبرز النتائج المتوقعة لتلك المشاركة أن تساهم تلك المشاريع في إيجاد شركات سعودية عملاقة في القطاع الخاص وإيجاد كيانات اقتصادية جديدة، والدفع برجال أعمال جدد لعالم المال والأعمال. وتعزى تلك النتائج إلى الذكرى الجيدة لمنح المملكة امتياز التنقيب عن الزيت لشركة كاليفورنيا ستاندارد أويل كومباني كاسوك) في عام1933م، وهي شركة منتسبة لشركة ستاندار أويل أوف كاليفورنيا (سوكال، التي تعرف اليوم باسم شيفرون)، والتي تمخضت عنها في عام 1944م قيام شركة أرابيان أمريكان أويل كومباني (أرامكو)، والتي كانت بداية عهد المملكة بالمشاريع النفطية الضخمة. وأسهمت المشاريع النفطية الضخمة في حينه، من خلال العقود التي كانت تمنح لبعض الموردين والمقاولين السعوديين، إلى تنشيط حركة القطاع الخاص في المنطقة الشرقية، وظهور نخبة من رجال الأعمال الذين أصبحو فيما بعد من أكبر رجال الأعمال في المملكة، ويدينون لشركة «أرامكو» بالفضل في دخول عالم الأعمال والمال. واكتسب البعض من رجال الأعمال الذين شاركوا شركة «أرامكو» انطلاقة أعمالهما في المملكة، شهرة عالمية، مثل سليمان العليان رحمه الله، الذي نفذ مشروع خط التابلاين، والأغلبية من رجال الأعمال في المنطقة الشرقية. ويعزز تلك الاحتمالات المتفائلة لدى القطاع الخاص، من قيام المشاريع الجديدة في مجال الغاز والزيت والمعادن ما أشار إليه عبدالله بن جمعة في كلمته، قائلاً أن المملكة بشكل عام، وأرامكو السعودية بشكل خاص ستعمل بوتيرة متسارعة خلال السنوات القادمة لتوفير واستغلال فرص استثمارية مهمة. وأكد بن جمعة على أن مشاريع الزيت والغاز والبتروكيماويات والتعدين مجالات كبيرة لجهود واستثمارات القطاع الخاص لتحقيق انطلاقة صناعية جديدة للمملكة، وأن نجاح تلك المشاريع يتطلب توسعة وتحديث البنية التحتية الأساسية التي تعد أحد العناصرالحيوية والضرورية لتنفيذ أية توسعة صناعية، وأن أعمال البنية الأساسية ستوفر مزيداً من الفرص للمستثمرين المحليين والدوليين. وأضاف أن تحويل المشاريع والتوسعات التي تعتزم تنفيذها أرامكو إلى حقيقة واقعة يحتاج إلى قيام القطاع الخاص بمجموعة كبيرة من أعمال الخدمات والمساندة، التي توفر بدورها المزيد من فرص العمل، وأن أرامكو تعتبر القطاع الخاص عمقاً استراتيجياً لها.