سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ الملا: الأحساء من أقدم البلدان وأكثرها ثقافة، وقيام مدينة البصرة حدث عظيم في تاريخها في حديثه عن تاريخ الأحساء ضمن أمسية قصر المربع التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز
أقامت دارة الملك عبدالعزيز ضمن أمسية قصر المربع الثقافية مساء السبت محاضرة بعنوان (تاريخ الأحساء ومصادره) ألقاها فضيلة الشيخ عبدالرحمن عثمان الملا وأدارها الدكتور عبدالله عبدالرحمن الربيعي، وقد بدأ الشيخ الملا حديثه عن الموقع الجغرافي للأحساء وطبيعة أرضها الخصبة وعيونها وواحاتها ومقاصات اللؤلؤ على سواحلها، وتحدث عن اسمائها التاريخية وكيف اتسمت كل معانيها بالرخاء كالبحرين وهجر والمأمونة، وكيف لعبت شجرة النخيل دوراً في تاريخ الأحساء حيث يعدها المؤرخون من أقدم المدن التاريخية حيث يؤرخونها بسبعة آلاف عام قبل الميلاد. ومن أهم القبائل التي سكنت بها هي قبيلة (عاد)، وذكر الشيخ الملا ان العوامل الطبيعية للمدينة جعلتها مكان الجذب الأهم على مر التاريخ فاشتهرت بالزراعة وكذلك الصناعة حيث اشتهرت الأحساء بصناعة الأسلحة والأقمشة وقد صنعت كسوة الكعبة في الاحساء مرتين. وأضاف الشيخ الملا بأن سكان الأحساء أول من عرف صناعة السفن واتخاذها وسيلة للتجارة والحروب ومعرفة الرياح الموسمية حيث جمعت الأحساء وسائل التجارة البرية والبحرية، أما حركة التاريخ السياسي فقد تأسست فيها مملكة دلمون الشهيرة والجرهاء، وفي الإسلام كان لها قدم راسخ في جوانب عديدة في تعزيز دولته فقد أسلم أهلها بدون قتال وذلك لرقي الثقافة التي تميز بها أهل المنطقة، فقد كانت مقصداً لمن يريد أن يتعلم، ولذلك دخل أهل الأحساء طواعية في الإسلام، حيث أوفد النبي صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي لدعوة ملكهم فدخل الإسلام وأقره النبي على ملكه، وقد كان دخول الأحساء في الإسلام نصرة للمسلمين حيث كانت تمد المسلمين بالمال والخبرات وكذلك بالأسلحة والجيوش، ولكن هناك حدثا أضعف من بلاد الأحساء وهي قيام مدينة البصرة حيث اتجه وجهاء الأحساء وتحول اقتصادها الى البصرة وهذا حدث عظيم في تاريخ الأحساء، حيث دبت فيها الفتن حتى انسلخت من الحضارة الإسلامية في عهد القرامطة، حتى سقطت دولتهم على يد عبد قيس، بعد ذلك استعرض الشيخ الملا بعض الأحداث التي مرت بها بلاد الأحساء حتى تم افتتاحها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وقد أثرى الحضور الأمسية بمداخلتهم بعد انتهاء المحاضرة.