وحلاوته مع الزواج والوصال.. أما مرارته فمع الهجر والحرمان.. وأصعب من ذلك مع الخيانة.. الحب.. أو الهوى تختلط فيه اللذة بالألم.. وتمتزج السعادة بالشقاء.. حتى لو تزوج المحبان.. لأن هناك غيرة وخلافا ومشاكل وخوفا فكلما زاد الغلاء زاد الخوف من الفقد والفراق.. والعنوان من بيت شعر لعلي بن الجهم.. خليلي ما أحلى الهوى وأمره واعلمني بالحلو منه وبالمر! وقريب منه قول الكميت: ما ذاق بؤس معيشة ونعيمها فيما مضى أحد إذا لم يعشق العشق فيه حلاوة ومرارة فاسأل بذلك من تطعم أوذق» وحين يرى كثيرون ان الحب هو السعادة الدنيوية، يرى جبران خليل جبران ان (الحب سعادة ترتعش). بمعنى أنها هشة قد تنقلب إلى النقيض كبسمة الطفل تتحول أحياناً إلى دمعة، بسرعة.. وقالت اعرابية عاشقة: رأيت الهوى حلواً إذا اجتمع الشمل ومرا على الهجران بل هو القتل فجاءت بما قل ودل واصلت حلاوة الحب ومرارته في بيت واحد. غير ان هناك شعراً مشهوراً يرى ان الهوى مر، وان العاشق يعيش العذاب في كل الأحوال: فما في الأرض أشقى من محب وان وجد الهوى حلو المذاق تراه باكياً في كل وقت مخافة فرقة أو لاشتياق فيبكي ان نأوا شوقاً إليهم ويبكي ان دنوا خوف الفراق فتسخن عينه عند الثنائي وتسخن عينه عند التلاقي» وهذا شاعر متشائم (عاوز جنازة يشبع فيها لطم) كما يقول اخواننا المصريون. الحب له عدة حالات: 1- حب من طرف واحد فهو يشقي صاحبه. 2- حب متبادل مع الزواج والتفاهم فهو السعادة. 3- حب متبادل مع الحرمان والمنع من الزواج فهو شقاء للطرفين. 4- حب متبادل مع الزواج ولكن بدون تفاهم أو باشتعال حرائق الغيرة فهو يتقلب بين العذاب واللذة (ويتقلب على نار الغضا أكثر). ويتفق كثير من الشعراء على ان الحياة مملة بدون حبيب: وماذاق طعم العيش من لم يكن له حبيب إليه يطمئن ويسكن وهذا صحيح.. إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا فإن الحب فيه (إثارة ممتعة ومتعبة معاً ولكنها أفضل من الضجر والبلادة.. وما طابت الدنيا بغير محبة وأي نعيم لامرئ غير عاشق؟» وقريب منه: ولا خير في الدنيا بغير صبابة ولا في نعيم ليس فيه حبيب وللحسين بن مطر: ان الغواني جنة ريحانها نضر الحياة فأين عنها نعزف؟ لو لا ملاحتهن ما كانت لنا دنيا نلذ بها ولا نتصرف والغواني جمع (غانية) وهي التي استغنت بجمالها الطبيعي عن المكياج والحلي.. ويرى ابن مليكه ان الذي لم يعرف الحب كالغريب في هذه الدنيا: من عاش في الدنيا بغير حبيب فحياته فيها حياة غريب ما تنظر العينان أحسن منظراً من طالب الفاً ومن مطلوب أما الفرنسيون فهم مغرمون بالحب كالعرب، ويرون فيه سعادة.. بل نشوة يعبرون عنها بهذا المثل المضحك: «الحب يجعل الحمير ترقص»!