ما بين مد وجزر، تقف "الخطوط السعودية" فوق صفيح ساخن من الانتقادات الواسعة، نتيجة تعليق كثير من رحلاتها وإلغائها وتردي مستوى خدماتها، التي دفعت بالمواطنين بالمطالبة بضرورة فتح المجال الجوي أمام شركات طيران أجنبية أو خليجية، لتسيير رحلات داخلية بين مدن المملكة، من أجل خلق فرص تنافسية تهدف إلى رفع مستوى الخدمة ومنح الخيارات أمام المسافرين لإختيار الناقل الأفضل. السؤال الذي طرحناه لرصد تأييد أو رفض المواطنين لوجود شركات طيران أخرى، نالت الموافقة عليه النصيب الأكبر من الآراء، في ظل تحفظ بعض آراء المعنيين في مكاتب الحجز، التي ترى أن الفرصة يجب أن تعطى إلى شركات وطنية من أجل خلق منافسة شريفة، شريطة أن تكون الخطوط السعودية شريك استراتيجي، مع الأخذ في الحسبان ضرورة دعم الحكومة المالي لها، من أجل تحسين خدماتها التي تتعسر بسبب الضغوط عليها خلال موسم الإجازات. صوت المواطن كان مؤيدا وبصوت عال بضرورة وجود ناقل جوي أجنبي، وأنه سيساعد في تحسين مستوى خدمة الخطوط من منطلق المنافسة الشريفة، التي أثبتتها تجارب الشركات التي تحسنت خدماتها عندما وجد البديل. شركات وطنية فضل البوعينين في البداية يقترح "علاء الفهيد" ضرورة فتح المجال أمام رجال الأعمال المواطنين، لتأسيس شركات وطنية محلية تنافس الخطوط السعودية، من أجل تحسين ورفع مستوى خدماتها. ومن منطق ضرورة وجود بدائل لتحسين منظومة العمل في القطاعات التي تتردى خدماتها طالب "عماد الفضلي" بضرورة البدء في فتح الأجواء لشركات طيران خليجية، التي ستكون خدماتها متناسبة مع عادات وتقاليد المجتمع المحلي، تبعاً للخريطة الجغرافي، وللحد من الاستخفاف الذي يلاقيه المواطن والمقيم من طيران لا يبالي بملاحظته أو مشاكله التي تنشرها الجرائد بشكل يومي. ضغط العمل وعد الأستاذ "علي الزيلعي" شعار الخطوط السعودية مخالفا لحقيقة الواقع الذي نعيشه ونلمسه خلال رحلاتنا، بدءاً من الحجز وانتهاء بتعامل الموظفين الذين يفرغون شحنات ضغط العمل على المسافرين، في الوقت الذي يعجزون فيه حتى عن رسم ابتسامة، مشيراً إلى أن تحسين الأداء سيبدأ بمجرد الإعلان عن ناقل جديد يقدم خدماته عبر شراكة مع رجال أعمال، ويتوسع تدريجياً مع تلمس رضا المواطنين والمسؤولين. معاناة يومية ورأى مالك إحدى الشركات السياحية الذي فضل عدم ذكر اسمه بضرورة وجود شركات طيران أجنبية، نتيجة الوضع السيئ الذي يعيشه المسافرون على متن رحلات السعودية، وأولها الواسطة، التي تهيمن على آلية الحجوزات، فبعض المناطق النائية لا توجد لها رحلات مجدولة من جانب الخطوط مثل "عرعر" و"القريات" و"جيزان" و"شرورة"، موضحاً أن عدد المسافرين أحياناً يكون (300) مسافر، في الوقت الذي يكون فيه عدد المقاعد المتاحة (150) مقعدا، وهذه معاناة يومية نتلمسها من واقع عملنا اليومي، لافتاً إلى أن الخطوط السعودية تعيش "بيرواقرطية"، متجاهلين أولويات وفنون التعامل المناسب مع العملاء، والذين يتذمرون من خدمات لم تتطور الإ للأسوياء. الغالبية تؤيد بحثاً عن مخرج لتطوير الخدمات.. والبقية متحفظون! خصوصية مجتمعية ورفض "خالد باوزير" المدير التنفيذي لوكالة سياحية، دخول ناقل جوي أجنبي للسوق؛ لعدة اعتبارات لعل من أبرزها أن المجتمع المحلي يتميز بخصوصية مجتمعية تستدعي على أن تكون المرأة بجانب محرمها، وهذا ما تحرص عليه الخطوط السعودية، من خلال حرصها على مقاعد الأسرة الواحدة بأن تكون متجاورة، وهذا غير معمول به في الطيران الأجنبي، مقترحاً إعطاء الشركات الوطنية فرصة لمنافسة الخطوط السعودية، من أجل إعادة حساباتها وتحسين أدائها وإعادة النظر في أسعار تذاكر سفرها. دعم مالي وقال "أحمد اسماعيل": إن الخطوط السعودية بحاجة إلى دعم مالي حكومي من أجل إعادة هيكلتها، متسائلاً: هل المملكة بحاجة إلى الاستعانة بخطوط أجنبية من أجل سد النقص في الخدمات المقدمة للعملاء، مبيناً أن المشكلة محصورة في العرض والطلب، وفي حال وجود ما يقارب من (27) مليون نسمة، والنقص الحاد في إعداد الطائرات، بالتأكيد ستكون هناك مشاكل، التي عادة ما تبدأ في الظهور خلال مواسم الإجازات والأعياد، وهذا أمر طبيعي يحدث مع كل خطوط الطيران في العالم، مشيراً إلى أن الطريقة المناسبة لدخول طيران خليجي يكون من خلال مشاركة تجار سعوديين مع شركات خليجية تتحالف مع الخطوط السعودية لفترة زمنية محددة؛ للاستفادة من خبراتهم والارتقاء بالخدمات والمستوى. وجود الطيران الأجنبي يرفع من عنصر المنافسة القادر على تحسين الخدمة أمر ضروري ورأى الاقتصادي "فضل البوعينين" أن الحديث عن فتح سوق الطيران للشركات الأجنبية بات أمراً ضرورياً؛ بسبب الحاجة الماسة لوجود رحلات منتظمة تربط المناطق والمدن بعضها ببعض، إلى جانب رفع مستوى كفاءة الخدمة المقدمة، وتحقيق عنصر المنافسة القادر على تحسين الخدمة وتقديمها بأسعار تنافسية تحقق العدالة للجميع، إضافة إلى أن الشركات الأجنبية قادرة على نقل التقنيات المتقدمة، وتطوير الخدمات الأرضية وفق المعايير الدولية، مع التزامها في الخدمات الأرضية والوصول بها إلى المستويات العالمية، التي تحتاج إلى ثقافة مختلفة تفرضها الخطوط الأجنبية على شركاتنا المحلية وهيئة الطيران المدني. تدني مستوى الخدمة وأضاف: أعتقد أن الخطوط السعودية لم تعد قادرة على تلبية الطلب المحلي، واحتكارها للسوق ساعد في تدني مستوى الخدمة المقدمة، بل ولم يحقق لها الربحية المنشودة، برغم التسهيلات والدعم الحكومي اللامحدود، إلا أن أزمة تأخر الرحلات وإلغائها، وكذلك إلغاء بعض المحطات الرئيسية لم يكن ليحدث لو كان هناك بديل مناسب، مؤكداً أن عنصر المنافسة يؤدي دائماً إلى تحسين الخدمة وربما الى زيادة الربحية إذا ما أحسنت السعودية التعامل مع الأجواء التنافسية المفتوحة. باوزير: الفكرة مرفوضة و«الوطنية» أولى توفير البديل وأوضح أن المملكة أشبه بالقارة المترامية الأطراف، ومع افتقادها السكك الحديدية التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، إلى جانب وعورة الطرق البرية وبُعد المسافة بين المناطق والمدن، تصبح الحاجة ملحة وضرورية لوجود شركات طيران متعددة تُساعد السعودية على تحقيق الكفاءة في سوق النقل الجوي، لافتاً إلى أن وجود شركات طيران متخصصة بمستويات مختلفة، هو ما تحتاجه المملكة، فنحن بحاجة إلى شركات طيران اقتصادية توفر الخدمة الجيدة بأسعار تنافسية، وشركات خاصة وأخرى عالمية، وبما يساعد المواطن على الاختيار بحسب قدرته المالية، ونوعية الخدمة التي يريدها، اضافة إلى ذلك فالتوسع في الشركات الخاصة يوفر البديل المناسب لشريحة مهمة من المسافرين، وبما يخفف الضغط على الرحلات المجدولة. حجم السوق وأكد أن حجم سوق الطيران المحلي هو الأكبر في المنطقة، ويمثل ما يقرب من (32%)، بل إن ربحية شركات الطيران الخليجية قائمة على السوق المحلية، على الرغم من عدم تسييرها لرحلات داخلية، إلا أنها تعتمد على الرحلات الدولية، وتركز في المملكة، حيث برمجت رحلاتها بما يضمن إختصار وقت انتظار رحلات "الترانزيت" إلى ساعة واحدة فقط، وبذلك نجحت تلك الشركات في الاستحواذ على شريحة واسعة من المسافرين، إلى جانب تحقيق الربحية من دون أن تسهم في حل مشكلة السفر الداخلية، وهذا أمر لا يستقيم، خاصة وأن الخطوط السعودية تدعي بأن الربحية تأتي في الغالب من الرحلات الدولية، في الوقت الذي تتكبد فيه الرحلات الداخلية بخسائر فادحة، مبيناً أنه إذا كان الأمر كذلك، فكأنما سمحنا للشركات الخليجية بالاستئثار بربحية الرحلات الدولية اعتماداً على المسافرين في السوق المحلية، وقدمنا لها الحماية من الخسائر المترتبة على الرحلات المحلية، أي أننا حمينا السوق المحلية الخاسرة، وفتحنا السوق الأكثر ربحية. البوعينين: التوسع يوفر البديل المناسب أخذ وقتاً طويلاً وعاد "البوعينين" بحديثه الى أكثر من خمس سنوات، التي شهدت تدهور خدمات الطيران - على حد قوله - مما أفرز عن تناقص في أعداد الرحلات والانضباطية، مشيراً إلى أنه وبرغم الحديث الذي لا ينقطع عن تطوير الخطوط السعودية وخصخصتها وزيادة رحلاتها، إلا أن حجم المشكلة الحالية أكبر بكثير من الإصلاحات المزمع تنفيذها، كما أن موضوع الخصخصة أخذ وقتاً طويلاً لا يمكن القبول به، ذاكراً أن النتائج لن تأتي وفق التوقعات، أو التطلعات، خاصةً وأن الخطوط السعودية تحاول معالجة المشكلات الحالية والتغلب عليها، في الوقت الذي تحقق فيه الخطوط الأجنبية قفزات خدمية وربحية تزيد من حجم الهوة بين الخطوط السعودية والخطوط الأجنبية. ردم الهوة وأكد على أن الوضع يتطلب فتح سوق الطيران للخطوط الأجنبية الخليجية في المرحلة الأولى، من أجل القدرة على ردم الهوة الخدمية في السوق المحلية، إضافة إلى زيادة عدد الرحلات وبأسعار تنافسية، شريطة أن تحصل على بعض الامتيازات التي لا تتعارض مع أسس المنافسة ومعاييرها، مضيفاً أن الطلب الكبير على رحلات الطيران الداخلي، وعدم قدرة الخطوط السعودية على توفير الرحلات الكافية، وامتناعها عن خدمة بعض المحطات النائية، يفرض خيار فتح السوق لتوفير الخدمة للمسافرين. شركة عالمية وأشار إلى أن زيادة الطلب على الرحلات المحلية يحتاج إلى زيادة العرض، وهذا لن يتحقق إلا من خلال الشركات الخليجية، ولتكن البداية في خدمة محطات محددة ثم بعد ذلك يتم فتح السوق على أسس تنافسية صرفة، متمنياً إيجاد البديل في أقرب فرصة، وذلك بالاستعانة برجال أعمال باستطاعتهم منافسة الخطوط السعودية، إلى جانب تأسيس شركة عالمية للطيران على مستوى العالم، خاصة وأن المملكة مقبلة على اقتصاد غير مسبوق والمنافسة ستضع حلول لكل هذه المشاكل.