دعا الرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع التونسيين إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وحذر من السقوط في فخ تكرار أخطاء الماضي تحت مسميات جديدة. وقال المبزع في كلمة بثها التلفزيون التونسي مساء بمناسبة الإحتفال بعيد العمال إن الشعب التونسي أهدى الوطن "ثورة مجيدة" تشكل فرصة تاريخية تفرض وحدة الغاية وتتطلب وحدة الصفوف. وأضاف أن ذلك يستدعي المصالحة الوطنية، لتكون فرصة تاريخية فريدة لبناء مجتمع جديد "ينبغي أن يقطع مع سلبيات الماضي وأخطائه وألا يسقط في فخ تكرارها مع قلب الأدوار حتى لا يعيد التاريخ نفسه تحت مسميات جديدة". وشدد الرئيس التونسي المؤقت في كلمته على أن البناء المجتمعي الجديد "يجب أن يتأسس على قاعدة وفاقية صلبة تتسع لكل التونسيين دون استثناء، قاعدة وفاقية تنبذ الضغينة والبغضاء وتؤلف بين قلوب أبناء الوطن جميعا". من جهة أخرى، اعترف المبزع بأن الإعجاب والإشادة بالثورة التونسية "بدأت تتلوها مشاعر التخوف والخشية من بعض مظاهر التعثر والتشويش وعدم الاستقرار، جراء الاعتصامات والإضرابات وتعطيل سير بعض المرافق العامة". وتابع قائلا "أؤكد أن هذه المخاوف حقيقية ويجب مقاربتها من موقع المسؤولية الجماعية، بإعتبار أن مستقبل الثورة هو مستقبل أجيالنا القادمة وهو أمانة في عنق كل تونسي اليوم". ولفت إلى أن هذه الممارسات أخذت "تؤثر سلبا على نوايا الاستثمار الخارجي بل حتى على تواصل بعض المشاريع الاستثمارية بالبلاد وكذلك على استعادة النشاط السياحي لنسقه العادي". ودعا في المقابل جميع الأحزاب السياسية وكافة مكونات المجتمع المدني في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد في التأطير والتوعية للمصلحة الحقيقية للوطن التي ينبغي أن يلتزم بها الجميع.