اعوجاج الساقين * أم محمد تسأل عن حالة ابنها البالغ من العمر14 عاماً ويشتكي من آلام في الركبتين خصوصاً بعد الرياضة ولاحظت أن الساقين لديه ملتويان إلى الداخل وتسأل عن سبب هذه المشكلة وعن طرق علاجها. - في الواقع أن آلام الركبتين في هذه العمرية شائعة وخصوصاً لدى الأطفال والمراهقين الذين يجلسون في وضعية القرفصاء لفترة طويلة أو الذين يمارسون الرياضة لفترات طويلة. ولكن إذا ماكان هناك تشوه واضح أو ميلان غير طبيعي في الساقين مقارنةًً بالأطفال الآخرين في المنزل فإنه يجب مراجعة الطبيب للقيام بالفحص السريري وعمل أشعة سينية. والميلان أوالتقوس في الساقين لدى المراهقين قد يكون نتيجة الكساح أو لين العظام الذي لم يتم تشخيصه مبكراً في الطفولة مما يؤدي إلى ضعف الساقين وإلتوائهما مع النمو. كما أن هناك بعض الأمراض التي تصيب غضروف النمو لدى الأطفال والمراهقين وتؤدي إلى خلل في غضروف النمو مما يؤدي إلى ظهور التقوس في الساقين. بالإضافة إلى ذلك فإن ارتخاء الأربطة والعضلات قد يسبب إعوجاجاً في الساقين والركبتين. ولهذه الأسباب فإنه يجب عدم السكوت على مثل هذه الحالات وعرضها على الطبيب مبكراً لكي يتم التشخيص الدقيق والعلاج. تزداد مع الوقوف والمشي * يسأل عن حالة والده الذي يبلغ من العمر 70 عاماً ويشتكي من آلام شديدة يشعر بها عند الوقوف أو المشي وتعيقه على المشي ولو لمسافات بسيطة وأصبح لا يستطيع الذهاب إلى المسجد الذي يبعد عن بيتهم 300 م ولا يستطيع الوقوف لصلاة الجماعة وأصبح يمشي بحدبة ولاحظوا أن حالته تتدهور مع مرور الوقت. -هناك احتمال كبير أن ما تصفه هي أعراض ضيق القناة الشوكية في الفقرات القطنية (lumbar spinal stenosis). هذا المرض يصيب كبار السن في العادة وينتج عنه تضيق في مجرى الأعصاب التي تتم خلال القنوات الموجودة في أسفل الفقرات القطنية. هذا الضغط على العصب يؤدي إلى خلل في وظيفة الأعصاب مما يؤدي إلى ضعف وتنمل وخدران وآلام شديدة في الساقين والفخذين والقدمين خصوصاً عند الوقوف والمشي. وفي هذه الحالات يشعر المريض براحة إذا مشى منحنياً إلى الأمام ولذلك فإن قوام المريض يتأثر بالإضافة إلى الفترات التي يستطيع أن يمشيها أو أن يقف فيها.وهذا المرض هو مرض مزمن ويزداد مع مرور الوقت ولذلك لا يتم اكتشافه فجأة ولكن بعد فترة من الزمن عندما يبدأ المريض بالشكوى من صعوبة في القيام بأعبائه وأعماله اليومية. أما التشخيص فعادة مايتم عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) للفقرات القطنية التي تبين بوضوح تام وجود ضيق في الفقرات القطنية وضغط على الأعصاب التي تمر من خلالها. كما يمكن اللجوء إلى عمل تشخيص للأعصاب في الساقين (nerve conduction study) حيث يتبين وجود خلل في وظائف هذه الأعصاب. وبالنسبة للعلاج فإنه يعتمد على شدة المرض وشدة الضيق والضغط على الأعصاب. فإذا ماكان المرض بسيطاً والضيق في القناة الشوكية بسيطاً ومدى تأثر الأعصاب بسيطاً فإنه يمكن اللجوء إلى العلاج التحفظي غير الجراحي وذلك عن طريق عمل جلسات العلاج الطبيعي وتجنب الإجهاد واستخدام العكاز الطبي وأخذ الأدوية المسكنة للآلام والمضادة للإلتهابات وكذلك أخذ كورس من فيتامين ب المركب الذي يساعد على تغذية الأعصاب. وفي الحالات المتوسطة يمكن اللجوء إلى حقن مادة الديبومدرول في الظهر بهدف تخفيف الالتهاب حول الأعصاب. أما في الحالات الشديدة والتي لا تستجيب للعلاج التحفظي فإن الحل المثالي هو التدخل الجراحي وذلك عن طريق جراحة بسيطة في أسفل الظهر يتم من خلالها عمل توسعة لمجرى الأعصاب في الفقرة القطنية (lumbar spinal decompression). هذه جراحة من خلالها تحرير العصب ورفع الضغط عنه مما يؤدي إلى تحسن واضح وكبير في الأعراض الذي يشعر بها المريض أو المريضة. قدم مسحاء * يسأل عن حالته حيث إنه يعاني من قدم مفلطحة ويشعر بآلام عند الوقوف والمشي لفترات طويلة خلال الشهور القليلة الماضية علماً أنه يبلغ من العمر 35 عاماً وعمله يتطلب المشي والوقوف. - في الواقع أن القدم المفلطحة أو المسحاء (flat foot) هي حالة شائعة في كثير من الناس وفي الغالبية العظمى من الناس لاتكون هذه الحالة مؤلمة خصوصاً إذا كانت درجتها بسيطة.أما في بعض الناس الذين يكون درجة التفلطح لديهم شديدة ويكون هناك فقدان تام للتقوس الطبيعي في باطن القدم عند الوقوف والمشي فإن الآلام قد تظهر خصوصاً عند الوقوف والمشي لفترات طويلة. والذي ننصح به في البداية هو محاولة تجنب الإجهاد وضرورة استخدام الأحذية الطبية ذات الوسادة اللينة التي تمتص الصدمات وأيضاً يمكن تفصيل وسادة طبيبة ساندة للقدم (shoe orthosis) يتم عملها في محلات الأجهزة الطبية بحيث تعيد التقوس الطبيعي إلى القدم عندما يتم وضعها داخل الحذاء. كما يمكن تناول الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهاب بشكل متقطع عندما تشتد الآلام ولبضعة أيام. وفي معظم الحالات تستجيب الأعراض لهذه الخطة العلاجية وتزول الآلام ويمكن للمريض القيام بالأنشطة اليومية بما فيها المشي والوقوف مع استخدام هذه الأحذية الطبية. وفي حالات قليلة نادرة يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي لتعديل وضعية عظام القدم والأربطة والأوتار المحيطة بها ولإعادة القدم للشكل الطبيعي. ولكن دائماً ماننصح بعدم الإستعجال في هذه الجراحة وبمحاولة إستنفاذ الطرق اللغير جراحية قبل اللجوء للجراحة.