حذر تقرير سري لوزارة الخارجية الاسرائيلية من ان يؤدي اتفاق المصالحة بين فتح وحماس الى انهيار السياسة الاميركية في المنطقة ومن شأنه أن يفشل مساعي الولاياتالمتحدة لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وجاء في التقرير السري الصادر عن مركز البحوث السياسية في الخارجية الاسرائيلية "مماد": "ان الخطر الاساس هو ان دولا مركزية في اوروبا سترغب في اعطاء فرصة لحماس، فتعترف باتفاق المصالحة وبحكومة وحدة فلسطينية وترى في الاتفاق فرصة لاستئناف الاتصالات مع حماس. ما سيعطي في النهاية شرعية دولية لحماس، رغم انها تصنف لغاية الان "منظمة ارهابية". ولفت التقرير الى ان اتفاق المصالحة سيمكن الرئيس محمود عباس الى دفع خطواته الى الامام باتجاه خطوة احادية للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في الاممالمتحدة في ايلول، وذلك لانه سيكون بوسعه أن يدعي بانه يمثل كل الفلسطينيين، في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء. في غضون ذلك خرج الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، الذي يوصف دوليا بانه "حمامة سلام" عن صمته، وحمل بشدة على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس. ووصف بيريس الاتفاق بين فتح وحماس بانه خطأ فتاك سيمنع اقامة دولة فلسطينية ويخرب على فرص السلام والاستقرار في المنطقة"، على حد زعمه. ونقل عن بيريس ادعاؤه خلال سلسلة مقابلات مع وسائل اعلام اوروبية: "كنا نرغب في ان نرى الشعب الفلسطيني موحدا، ولكن من اجل السلام.. ما حصل أمس هو حملة تؤدي الى عدم اتفاق واضح، أي ان يكون معسكران للفلسطينيين – واحد يدعو للسلام وآخر يدعو الى ابادة اسرائيل". وزعم بيريس " ان التوقيع على اتفاق يؤدي الى انتخابات بعد نحو سنة من شأنه ان يؤدي بالمنظمة الارهابية (حماس) الى ان تسيطر في غزة وفي يهودا والسامرة، وسياسة حماس ستنتصر".. والنتيجة هي استمرار نار الصواريخ، استمرار قتل الأبرياء، استمرار التدخل الايراني الداعم والممول للارهاب في منطقتنا". كما وجه بيريس نداء شخصيا الى رئيس السلطة أبو مازن قال فيه: "أدعو القيادة الفلسطينية إتحدوا من اجل السلام ولا تعقدوا مسيرة وحدة لا تسمح لكم بالتحرك الى أي اتجاه، الخيار هو أمامنا جميعا، ومحظور أن نفوت الفرصة التي نشأت للسلام في صالح صدام لا يتوقف". وكان نتنياهو ابلغ اعضاء حكومته المصغرة (السباعية) بانه سيطلب من الادارة الاميركية الضغط على دول اوروبا كي لا تعطي شرعية لحماس طالما لم تنفذ شروط الرباعية وفي مقدمتها ترك طريق الارهاب، والاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقات السابقة بين السلطة واسرائيل.