تظاهر عشرات الالاف من السوريين في مراكز حضرية امس تضامنا مع مدينة درعا المحاصرة وللمطالبة بحريات سياسية في تحد لانتشار قوات الجيش والامن بكثافة. واندلعت المظاهرات في واحدة على الاقل من ضواحي العاصمة دمشق وفي مدينة حمص بوسط البلاد وبلدة بانياس الساحلية وايضا في شرق سورية. وقال شهود وزعيم معارض وجماعة مدافعة عن حقوق الانسان ان مظاهرتين صغيرتين بدأتا أيضا في وسط دمشق. وكانت السلطات السورية دعت المواطنين الى الامتناع عن التظاهر"الجمعة بعد دعوات الى "جمعة غضب" في جميع انحاء البلاد، محذرة من انها ستطبق "القوانين المرعية". ودعا "شباب الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى التظاهر في يوم "جمعة الغضب" ضد النظام وللتضامن مع درعا. واكد الناشط عبد الله ابازيد في درعا في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في نيقوسيا ان اكثر من الفي شخص بدأوا التظاهر في القامشلي (شمال) متحدين تحذير السلطات. وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان انها "تهيب بالاخوة المواطنين في الظروف الراهنة الامتناع عن القيام باي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان الا بعد أخذ موافقة رسمية على التظاهر". ودعت الوزارة في بيانها الذي بثته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الى "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني". واكدت الوزارة ان "القوانين المرعية في سورية ستطبق خدمة لأمن المواطنين واستقرار الوطن". وفي جنيف دعت منظمة هيومن رايتس ووتش امس مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الذي يعقد جلسة طارئة حول سورية الى ادانة "قمع التظاهرات السلمية" وفتح تحقيق حول اعمال العنف. وقالت جولي دي ريفيرو مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في جنيف "يجب ان يسمع الرئيس السوري رسالة لا لبس فيها من مجلس حقوق الانسان مفادها ان القمع العنيف لتظاهرات سلمية غير مقبول وستكون له عواقب". واعتبرت المنظمة ان "من شأن تحقيق دولي حول القمع في سورية ان يمنع مزيدا من اعمال العنف" مشيرة الى حصيلة "لا تقل عن 300 قتيل" منذ بداية حركة الاحتجاج في 15 مارس. من جهتها، اتهمت جماعة الاخوان المسلمين في سورية نظام الاسد بارتكاب "حرب ابادة" وطالبت الشعب السوري بعدم السماح "لاي طاغية باستعباده". وقالت قيادة الاخوان في المنفى في بيان تسلمت فرانس برس نسخة منه ان "كل مواطن سوري يدرك ان ما تمارسه اجهزة النظام على الارض السورية هو حرب ابادة تستهدف روح الانعتاق التي تمثلها انتفاضة الشباب الوطني المتطلع الى الحرية والكرامة". من جهة اخرى نقلت سانا عن ناطق عسكري قوله ان "وحدات الجيش في مدينة درعا تتابع مهمتها بملاحقة فلول المجموعات الارهابية المتطرفة المسلحة والتصدي لها معيدة الهدوء الى احياء المدينة والطمأنينة إلى نفوس المواطنين الذين روعتهم جرائم تلك المجموعات الخارجة على القانون". وكانت "لجنة شهداء 15 مارس" القريبة من المعارضة قالت ان اكثر من 500 قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية. لكن الناطق العسكري نفى هذه الارقام. واخيرا قال مصدر دبلوماسي تركي في انقرة ان مبعوثين اتراكا بحثوا الخميس في دمشق مع الرئيس السوري في الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تدعو اليها انقرة في سورية. وقال هذا المصدر لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان البعثة التركية التي يقودها مدير الاستخبارات حقان فدان ومدير وكالة التنمية الاقتصادية كمال مادن اوغلو اجرت محادثات مع الاسد ورئيس الوزراء عادل سفر. واضاف ان "الوفد نقل رسائل من تركيا ثم عاد الى انقرة". من جهته أعرب نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام عن أمله في أن يتنحى الرئيس بشار الأسد عن منصبه. وقال خدام ، المقيم في لوكسمبورج ، في تصريحات خاصة لصحيفة " حريت " التركية اليومية إن الأوضاع في سورية وصلت إلى أبعاد خطيرة ، ومن أجل ذلك أتمنى أن يتنازل الأسد عن منصبه. ولفت خدام إلى أن النظام في سورية قائم على مؤسسات استخبارية ، بوليسية وعسكرية ولهذا السبب يختار النظام السوري برئاسة بشار الأسد طريق قتل واعتقال المعارضين للنظام ، مشيرا ان الشعب السوري اختار طريق العصيان في عموم المدن السورية ضد نظامه لأنه يعيش في ظل ضغوط شديدة وحياة اقتصادية صعبة. صورة ملتقطة عبر كاميرات شخصية لتظاهرات داريا في «جمعة الغضب». (أ.ف.ب)