لا يخفى على الكثيرين بأن الكاتب الصحفي ومدير المركز الإعلامي بنادي الاتحاد عدنان جستنية هو أول من سنَّ فكرة تَلَّبس مديري المراكز الإعلامية لقناعين يظهران به على الملأ، الأول قناع الكاتب الصحفي، والآخر قناع المسؤول الإعلامي في النادي، وذلك بحسب المصلحة من كلا الظهورين، باعتبار إدراكه أن تضارب المصلحة من المحتم أن يكون حاضراً في هذه الازدواجية؛ خصوصاً مع تحول الممارسة الإعلامية في هذا السياق من أدوار المباحثة، والمثاقفة، والمناقدة إلى أدوار الهجوم، والتعدي، والإساءة، وهو ما سمح له ولغيره ممن ركبوا موجته بعد ذلك من استغلال تراخي الاتحاد السعودي في استغلال المنابر الإعلامية للإساءة للجان اتحاد الكرة والعاملين فيها، والتعدي على الأندية المنافسة. وأتذكر في هذا السياق أن جستنية كتب ذات مرة مقالة في صحيفته منتقداً لاعبي الاتحاد ومشنعاً عليهم، وهو ما لم يعجب رئيس الاتحاد آنذاك منصور البلوي؛ رغم تحججه بأنه كتب ما كتب بصفة الكاتب لا بصفة المسؤول الإعلامي، وهو ما لم يقنع البلوي، كونه يعرف "البير وغطاه"، فألزمه بكتابة تعقيب يرد فيه عدنان جستنية مدير المركز الإعلامي على عدنان جستنية الكاتب الصحفي، ففعل، فكان هذا التصرف يومها محل تندر من كثير من الإعلاميين والرياضيين. تلك الحادثة على ما حوت من تندر إلا أنها كشفت في المقلب الآخر عن حقيقة خطورة هذه الازدواجية؛ خصوصاً في ظل استثمارها لأهداف شخصية ومصالح خاصة، وليس لأهداف تذهب باتجاه الصالح العام، وهي التي اكتوى بها الاتحاد وتنبه لها البلوي، بيد أنه عالجها أيضاً في إطار مصلحة ناديه، في وقت ظل الاتحاد السعودي يغط في سبات عميق رغم أن هذه الازدواجية وما صاحبها من ردود أفعال من كافة الأطراف وصل بالسكين إلى حد العظم، إذ بدأت الأمور بالنبش في النوايا، والتشكيك في الأهداف، والطعن في الذمم، وبلغت حد التحريض، والتأليب، والاستعداء، حتى تجاوزت ذلك كله حتى وصلت إلى الغمز من قناة العقيدة، وهو ما جعل الوسط الرياضي مفخخاً وجاهزاً للانفجار في أي لحظة بعد أن اختلط فيه الحابل بالنابل. تنبه الاتحاد السعودي إلى تلك الازدواجية وخطورة ممارستها على الوسط الرياضي وفرضه لقرار ظهور المسؤول الإعلامي في أي ناد فضائياً بصفته كمسؤول في ناديه لا بصفته الكاتب الصحفي خطوة في الاتجاه الصحيح، وإن كانت متأخرة كثيراً، لكن ذلك لا يمنع أيضاً متابعة ما تخطه أقلامهم، لأن الخطورة تكمن برأسها هناك أيضاً، وهو ما يستوجب حتمية فرض ذلك على كل الممارسين لها، سواء جستنية أو غيره كائناً من كان؛ خصوصاً في ظل دخول متطفلين من إداريين سابقين وشرفيين على خط الإعلام، بارتداء جلبابه لمجرد كتابة بضع مقالات لا وزن لها ولا قيمة؛ رغبة في الاستفادة من الوهج الإعلامي من جهة، ولتمرير مخططاتهم الدنيئة عبر هذا الاختراق، وزاد الطين بلة أن البعض منهم أوكلت له حقيبة الإعلام في ناديه، وهو ما جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا؛ خصوصاً ونحن في زمن رويبضات الإعلام الرياضي.