زرت وأسرتي خلال الأيام الماضية أرض الجنادرية وكانت رغبة ملحة أن نشاهد جميعا ما وصلت له من تطوير وتعدد أجنحة وفعاليات منوعة خاصة تلك الأجنحة والبيوت القديمة التي تمثل أبرز المناطق والعادات والتقاليد بشتى صنوفها بدءا من الأدوات الحرفية ومرورا بالأكلات الشعبية ووصولا للمعالم والثقافات التاريخية الثقافية التي تقدمها تلك المناطق داخل أجنحتها ممثلة ومحاكية ذلك التاريخ القديم بكل سوانحه. وقد سررنا جميعا كأسرة حملت انطباعات الزوج والزوجة والشاب والطفل والطفلة بل وأعطتنا تلك الجولة ثقافة سياحية جديدة كان أساسها, أن مقارنة ما وجد عند العديد من الأجنحة وما هو موجود بتلك المناطق يعطي حماسا ورغبة ملحة لزيارة تلك المعالم ورصدها من منبعها الأصلي في كل منطقة من خلال أسواقها ومحافظاتها وقراها ومعالمها التاريخية حتى أن ما وجد عند بعض الأجنحة المشاركة من خارج الوطن جاء متميزا عما رصد في دولهم كونه قام بحصرها في مكان واحد شامل، لا أن الجولة العائلية بأرض المهرجان رصدت عبر تساؤلات عدة بعضا من الملحوظات التي تتمنى كأسرة ستزورالجنادرية خلال الأعوام المقبلة بعون الله, أن تجد المقترحات والخدمات التي أفرزتها تلك التساؤلات التي جاءت في بدايته بسؤال طفولي عفوي من ابنتي الصغيرة ذات الخمس سنوات(غلا) فقالت حينما رصدت اولئك الحرفيين يبيعون تلك الألعاب الطفولية القديمة: لماذا لا نجد كتلوجا ومعلومات عن مسماها وكيف تصنع ثم لماذا يا بابا تلك المرأة الكبيرة تبيع القميص القديم (الشالكي) أو كما يسمى قديما ب(الدراعة) وسط الرصيف وعلى طرقات المهرجان؟! ثم شاركها الأخ الأكبرالقريب من عمرها (سلطان) ابن الثمانية أعوام, وقال: يا أبي هل (الكرسبي) التي يبيعها البنغالي في الساحات تعد من الوجبات الشعبية القديمة؟! فقلت له ممازحا وموجدا مخرجا لهذا السؤال المحرج: نعم لكنها (بطاطا مطورة!), عندها جاء التساؤل من الأخوين اللذين يحملان فكر الجيل الجديد للآيفون والآيباد فقال (الابن عبدالعزيز وشاركه الحديث أخيه فيصل): الملاحظ يا أبي خلال جولة هذا العام أن العوائل والزوار الذين يدخلون الأجنحة لا يجدون متخصصين يقومون بشرح عن تلك المقتنيات والأدوات والتراثيات من صور وأوان ومعدات ورسومات لوحظ ان بعضها رسوم تشكيلية لمعالم حديثة وليست تمثل التراث القديم ثم أين يا والدي خدمات التقنية التي تمثل الخرائط الرقمية لعناصر المهرجان ومحتويات الأجنحة التي من خلالها أعرف موقعي وما هي موجودات تلك الأجنحة وشرح موجز عبر ضغطة زر تعطي الزائر نبذة عن تلك العناصر الموجودة في كل جناح كما هو معمول به في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض العاصمة, ثم بمناسبة ذكر مدينة الرياض تساءلت بفضولي الصحفي كذلك عن تحقيق ومقترح كنت قد طرحته قبل سنوات من خلال جريدتي "الرياض" اين نصيب منطقة الرياض التي تحمل بين طياتها العاصمتين السعوديتين "الدرعية "والرياض" ومحافظاتها التي تملك العراقة والتراث الشعبي المميز؟! فما زال الأمل أن نجد بيتا أو جناحا متكاملا لها. كما كان للمرأة وهي (أم العيال) تساؤل نسائي خلقه ذلك التميز الذي وجدته في قرية وبيت حائل حينما خصص للنساء جناح متميز للأسر والنساء المنتجات والحرف والأدوات التي جذبت الكثير منهن لذلك القسم بل المرأة الغربية التي تواجدت بيوم العوائل فيه فالمؤمل أن يخصص للمرأة في كل زاوية وقرية وبيت قسم تطرح خلاله تلك المنتجات خاصة تلك الأكلات الشعبية والمشغولات النسائية القديمة من صنع يديهن بدلا أن يقوم بصنعها وبيعها أولئك العمال الأجانب أو الرجال الذين ليست تلك مهنتهم ففي حال وجود المرأة الحقيقي يتم الاستفادة منها في معرفة تاريخ وقصة تلك التراثيات القديمة بشكل واقعي وعفوي مبسط. بقي لي أن أشيد بروح التعاون والتواجد التنظيمي من كافة الجهات المعنية لحفظ نظام ودخول وتجول العوائل خلال أيامهم مع التذكير بأهمية إعادة النظر في كيفية استقبال ووصول العوائل لأرض المهرجان من خلال الاستفادة من المواقف الشمالية للجنادرية وفتح بوابة هناك تضاف للبوابتين الجنوبية والغربية مساهمة في فك الزحام المروري وسهولة الحركة وكذا المؤمل إيجاد عربات مشابهة لعربات (القولف) الرياضية تساهم في خدمة ونقل العوائل وخاصة من معها كبار سن ومعاقين من وإلى مواقف السيارات وأجنحة وقرى المهرجان مع إضافة باصات صغيرة تساهم في هذه الخدمة وكل عام وجنادرية الوطن بخير. * صحفي ومحرر دسك المحليات