أعلن مسؤول كبير في الاممالمتحدة الاربعاء ان التوترات العسكرية المتزايدة والخلافات السياسية تشكل تهديدا على السودان، في وقت يتجه فيه اكبر بلد افريقي نحو التقسيم في اقل من ثلاثة اشهر. وقال اتول خاري، مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون السلام، امام مجلس الامن ان حكومة جنوب السودان الذي سيعلن استقلاله رسميا في التاسع من تموز/يوليو، تواجه تحديات جديدة مصدرها المتمردون والميليشيات على اراضيها. واضاف ان "التوترات في الجنوب ازدادت، ولا سيما النزاعات بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والمتمردين والميليشيات" في اقاليم جونغلي والنيل الاعلى والوحدة. واوضح ان "حكومة جنوب السودان ستكون بحاجة لاتخاذ اجراءات ملموسة لمعالجة التوترات الاتنية والحكم السيئ والتهميش السياسي والاجتماعي والتنمية الاقتصادية". وادى نشر تعزيزات عسكرية في منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب الى تسليط الضوء على التوترات العسكرية بين الطرفين. وفي دارفور قتل احد جنود القبعات الزرق في كمين في نيسان/ابريل، كما خطف ثلاثة من موظفي الاممالمتحدة في كانون الثاني/يناير وهم لا يزالون حتى الان في ايدي خاطفيهم، بينما تحاول حكومة الخرطوم التوصل الى اتفاق سلام مع الجماعات المسلحة المتمردة في هذا الاقليم الواقع في غرب البلاد. وجرت معارك ضارية مطلع نيسان/ابريل بين الجيش السوداني والمتمردين في شمال دارفور اوقعت عددا من الضحايا من الجانبين، حسب الطرفين. ويرفض المتمردون مشروعا تقدمت به الخرطوم لتنظيم استفتاء حول الوضع الاداري لدارفور والهادف الى تحديد ما اذا كانت ولايات دارفور ستبقى كما هي حاليا او انها ستتوحد للحصول على حكم ذاتي اوسع وكما كان الحال حتى العام 1994. واسفر النزاع في دارفور عن مقتل 300 الف شخص منذ اندلاعه في 2003 بحسب الاممالمتحدة. واجري في جنوب السودان في كانون الثاني/يناير استفتاء لتقرير مصير هذه المنطقة، وقد اختار الجنوبيون باكثرية ساحقة الانفصال عن الشمال. وهذا الاستفتاء هو احد ابرز بنود اتفاق السلام الذي وقعته الخرطوم مع المتمردين الجنوبيين السابقين في 2005 وانهى حربا اهلية اسمرت ربع قرن وحصدت مليوني قتيل. ولكن سرعان ما تلاشت بهجة السودانيين الجنوبيين بقرب تحقيق حلمهم باقامة دولتهم المستقلة، وذلك خصوصا بسبب النزاعات العسكرية بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وفصائل متمردة، وكان آخرها هجوم شنه المتمردون في ولاية الوحدة على قاعدة للجيش الجنوبي قتل خلاله 20 جنديا بحسب الجيش. وقال الجيش الجنوبي ان المتمردين "هاجموا منطقة بوانغ حيث تتمركز سرية من مئة رجل"، مضيفا "دارت معارك وقتل 20 من عناصر الجيش الشعبي بحسب التقديرات الاولية". كما تثير منطقة ابيي الغنية بالنفط قلق المجتمع الدولي. ففي هذه المنطقة كان من المفترض ان يجري بموازاة استفتاء الجنوب استفتاء آخر يختار فيه ابناء ابيي بين البقاء مع الشمال او الانضمام الى الدولة الجنوبية المقبلة، الا ان اطرفي النزاع فشلا في التوصل الى اتفاق يتيح اجراء الاستفتاء. ومذاك سقط العديد من القتلى في مواجهات في ابيي بين قبائل المسيرية العربية وقبائل الدنكا نقوق الجنوبية. وقال خار ان "ابيي تبقى منطقة متفجرة قابلة لان تشهد تصعيدا جديدة وان تلحق ضررا بالعلاقات بين الشمال والجنوب". وحذر خار من انه اذا لم يتم التحرك سريعا فان التوترات "يمكن ان تنسف سريعا الانجازات وتهدد باحياء النزاع بين الطرفين، مشككا في ان تنتهي المفاوضات بينهما في 9 تموز/يوليو. وفشل الشمال والجنوب في التوصل الى اتفاق حول نقاط خلافية عدة في ابيي ولا سيما ترسيم الحدود وتقاسم الثروة النفطية اضافة الى مواضيع اخرى متنازع عليها.