الإنجاز التاريخي الذي حققه نادي الهلال بفوزه بأول نهائي يقام في العاصمة المقدسة ونجاحه في الاحتفاظ بلقبه كبطل لكأس سمو ولي العهد للموسم الرابع على التوالي وللمرة العاشرة في تاريخه عقب فوزه على فرسان مكة في عقر دارهم بخماسية تاريخية أضافت الإنجاز رقم (51) كرقم قياسي غير مسبوق على الساحة المحلية. جاء ليؤكد روعة منظومة العمل الإداري المتكامل الذي جسده - رجل المرحلة الصعبة - الأمير عبدالرحمن بن مساعد فصنع هذا الإنجاز بعقليته الإدارية الاحترافية وتمثلت في تفعيل الأدوار - المساندة - الأخرى سواء الجوانب الاحترافية أو النواحي الفنية والإدارية إذ أعطى نائب الرئيس الأمير الرائع نواف بن سعد صلاحيات مطلقة في اتخاذ القرار الإداري ومنح المشرف على الفريق سامي الجابر صلاحيات واسعة في أمور اللاعبين. وفعّل كذلك دور المسؤول الأول عن الاحتراف بالنادي د. عبدالله البرقان دون الرجوع إليه وبالتالي أصبح الهلال النادي الوحيد الذي رسم المفهوم الاحترافي بصورة أكثر فاعلية. في الأندية الأخرى نائب الرئيس «لا يهش ولا ينش» بينما في الهلال أعاد عبدالرحمن بن مساعد صياغة هذا المنصب بصورة أكثر جدوى فمنح نائبه الحرية في إصدار القرار وفق قناعاته وما يراه في حينه بما يخدم الصالح الإداري. هذا العمل المتكامل.. المتناغم اختصر مسافة وزمن الذهب الهلالي ليصل ثمنه إلى رقم قياسي غير مسبوق - 51 بطولة - فالزعيم يعشق التحدي منذ ان كان يحبو في بداياته التأسيسية في حي الظهيرة العتيق الذي لا زال يتنفس اليوم بأزقته الطينية الضيقة عبق الماضي ذلك الحي الجميل بذكرياته الزرقاء الخالدة وارتباطه التاريخي الوثيق بأول لقب حققه (هلال الظهيرة) بعد أربع سنوات فقط من تأسيسه بكأس الملك في أول بطولة له على مستوى المملكة بعد ان كان مقتصراً على أندية المنطقة الغربية وجاء الانتصار «الأزرق» على حساب الوحدة عام 1381ه وعمره التأسيسي لم يتجاوز أربعة أعوام مما يدل على أنه كان يعشق التحدي واستطاع اسقاط فرسان الوحدة بثلاثية هدافه رجب خميس (رحمه الله) وقاد تلك المجموعة بكل براعة رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (متعه الله بالصحة والعمر المديد) الذي استطاع ان يقيم الكيان الهلالي على دعائم صلبة من القوة وعشق التحدي.. ثم توالت الإنجازات بقيادة نجومه الأوائل: مبارك، بن مناحي، سوا، رجب، زين العابدين، الكبش، كندا، نبيل، الكوش، حامد عباس، حميّد، الدبلي، مروراً بالغول، سلطان النصيب، العمدة، اليوسف، فهد الحبشي، بداح، فهودي، العمار، النعيمة، البيشي، التخيفي، عبادي، الغانم، المصيبيح، حسين الحبشي، سعد مبارك، منصور الأحمد، سامي، الثنيان، أبو اثنين، التيماوي، التمياط (اخوان)، الدعيع (اخوان) وانتهاء بنجوم هلال اليوم. ولأن الهلاليين تأسسوا على مبدأ الوفاء والعرفان لمن ساهموا في بناء الإنجازات الزرقاء الكبيرة، واعتقد ان الرمز الأول الكبير الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس هذا النادي العملاق الذي رسم منهجية الوفاء والتكريم لكل المخلصين منذ ان كان رئيساً لهذا النادي وصنع أمجاده وجلب ألقابه، فتواصل العرفان الهلالي سنة بعد أخرى إلى ان وصل إلى الرئيس الحالي الذي حقق للهلال أربع بطولات (من العيار الثقيل) في غضون ثلاث سنوات والخامسة في الطريق وهي فترة قياسية تحسب له. ولأن اللقب الأخير (البطولة 51) يستحق ان يمنح صفة وارتباطاً تاريخياً مع مؤسس النادي الذي حقق البطولة الأولى أمام الوحدة قبل 51 عاماً وجاءت البطولة الأخيرة أمام الوحدة أيضاً.. أتمنى لو يتجه كأسها مع الإدارة واللاعبين إلى مزرعة والد الهلاليين عبدالرحمن بن سعيد بالعمارية ليصافح التاريخ مع من بنى هذا الصرح الشامخ وأرسى دعائمه ويقدم الكأس هدية له تكريماً امتناناً وعرفاناً بدوره التأسيسي والرئاسي، فأبو مساعد (شفاه الله) يستحق من الهلاليين تبادل الوفاء ولأنه رجل شهم ووفي يشهد له التاريخ الرياضي بذلك حينما ثمن له الأهلاويون دوره كرئيس لناديهم لعامين فقط (78-1380ه) لم ينسوه عندما كرمه رائد الرياضة الأول الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله - في مهرجان اليوبيل الذهبي لقلعة الكؤوس عام 1407ه وفي العام الماضي وبدعوة كريمة من الأمير الوفي خالد العبدالله جرى تكريمه من القيادة الحكيمة مع رجالات ورواد الأهلي تقديراً لاسهاماته الكبيرة وبصماته الخالدة وتضحياته الجسيمة لخدمة الحركة الرياضية السعودية في أكثر من ناد. كما أتمنى ان يحظى كباتنة الذهب الهلالي الأول في الثمانينيات مبارك عبدالكريم وسلطان مناحي «شفاهما الله» بلمسة وفاء وتقدير معنوي بزيارة مماثلة مع الكأس لهما في منازلهما.. فهل يسجل هلاليو اليوم هدفاً نبيلاً في شباك الوفاء؟!