في صبيحة يوم دراسي جديد، وكما هي عادتنا نحضر مبكرات نسابق الطيور ونتسابق الى سجل الحضور الصباحي للتواقيع، نسارع الخطى لغرفة المعلمات نخلع العباءات ونتبادل الابتسامات ومن ثم الانهماك في ضجة الحصص وشرح الدروس. لكن ذلك اليوم كان مميزا مختلفا حيث ما إن حضرت معلمة اللغة العربية (أستاذة حصة) وإذا بوجهها يتهلل فرحا وسرورا (أبشركم وابي البشارة) توقعوا ماذا يكون الخبر (انه صدور التعميم برقم 2731 بتاريخ 4/2/1432 عاجل بشأن المؤسسة العامة للتقاعد).... حيث قيل عنه إن تقاعد المعلمات سيكون بواقع خدمة 300 شهر أي 25 سنة بكامل الراتب) يا... الله يا لروعة الخبر أخذنا نتبادل التهاني والتبريكات ابتهاجا بما سمعنا أخذنا نبتهل بالدعاء بظهر الغيب من كل قلوبنا لمن أصدر القرار وجاءنا بالأخبار، تبادلنا البشرى السارة والتهاني الحارة عبر رسائل الجوال في المجالس والإنترنت والماسنجر بل ومشت على شريط الإعلانات والمشاركات أسفل الشاشات في بعض القنوات الفضائية.. مرت أيام ونحن نعيش لحظات جميلة نرسم خلالها أمنيات رائعة ومازلنا كذلك نصدق تارة ونكذب تارة من شدة الفرح الى أن وردنا تصريح لأحد المسؤولين في وزارة التربية والتعليم ينفي الخبر إذ لا صحة له.. نعم لا صحة له حيث إن الفقرة المنصوص عليها في التعميم الوارد قد فسرت بشكل خاطئ!!. .... إي نعم تحطمت الآمال لكن ليس لدينا من خيار إلا أن نصحو من الحلم وإن كان حلوا ونرضى بالحقيقة وان كانت مرة.. تعددت واختلفت ردود الفعل للمعلمات، فمنهن من بكى بمرارة وأخريات بدا اليأس على محياهن وهن يرددن بصوت خافت: (ما أقول إلا الله يعوضنا خير)، والثالثه قالت بصريح العبارة (وا خزياه ما تركت أحد ما أرسلت له الخبر). ولسان حال الجميع يقول: (اتقو الله في مشاعرنا يا مروجي الإشاعات). باختصار كان ذاك الخبر السار وما تناقلناه وفرحنا به مجرد إشاعة، نعم اشاعة فقط لا غير لكنها اشاعة لذيذة هي من أروع الإشاعات في تاريخ الأخبار.. أخذنا بعدها نستعيد قوانا ونؤمل خيرا من جديد، ويحق لنا أن نتفاءل ونؤمل، وسنظل نتفاءل بالغيث مادام يلوح لنا في السماء مخيله.