اتهمت اللجنة القومية لتقصي الحقائق امس الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالمسؤولية سواء "بالمشاركة او بالصمت" عن قتل مئات المتظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية المصرية التي اطاحت بنظامه. وقال المستشار عمر مروان امين عام هذه اللجنة التي شكلتها الحكومة المصرية عقب اسقاط مبارك في 11فبراير، "المؤكد ان وزير الداخلية (السابق حبيب العادلي) لابد ان يحصل على موافقة مبارك على اطلاق الرصاص على المتظاهرين". واضاف مروان في مؤتمر صحفي عرض فيه ملخص تقرير اللجنة، ان اطلاق الرصاص "استمر عدة ايام ومع ذلك لم يقم الرئيس السابق بمحاسبة من قاموا باطلاق النار بما يؤكد اشتراكه معهم في المسؤولية". واكد تقرير لجنة تقصي الحقائق، الذي تم توزيع ملخصه، ان الاعتداءات على المتظاهرين خلال الانتفاضة ادت الى "مقتل 846 شخصا على الأقل فيما تخطت الإصابات 6467 حالة حتى 16 فبراير الماضي، فضلا عن مقتل 26 ضابطا ومجندا من الشرطة خلال الفترة من 25 يناير وحتى 9 فبراير الماضي". واعلن المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة امس انه "تم الاستماع الاثنين الى اقوال رئيس جهاز المخابرات السابق اللواء عمر سليمان عن المعلومات التي توافرت لدى الجهاز حول علاقة الرئيس السابق حسني مبارك بقتل المتظاهرين اثناء "ثورة 25 يناير" وحول ثروات مبارك واسرته. وقال المتحدث الرسمي في بيان نشر على صفحة النيابة العامة على موقع فيسبوك انه "في اطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الوقائع المنسوبة لرئيس الجمهورية السابق محمد حسني مبارك تم الاستماع الاثنين لاقوال السيد عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة السابق بشأن المعلومات التي توافرت لجهاز المخابرات العامة عن احداث ثورة 25 يناير سواء تعلقت هذه المعلومات بفترة ما قبل الثورة او خلالها وكذا بشأن وقائع قتل المتظاهرين المشاركين في التظاهرات السلمية وثروات الرئيس السابق واسرته". واعلن المستشار مروان ان اللجنة القومية لتقصي الحقائق قامت بتسليم تقريرها الى النائب العام والى وزير العدل محمد عبد العزيز الجندي. واتهم تقرير اللجنة "بعض رموز الحزب الحاكم (في عهد مبارك) وأعضاء مجلسي الشعب والشورى (اللذين تم حلهما بعد اسقاط مبارك) وبعض رجال الشرطة خاصة من المباحث الجنائية" بتدبير "المسيرات المؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك والتي انتهت بالاعتداء المكثف من قبل مجموعات ضمتها تلك المسيرات على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير". و"التي استخدمت فيها الجمال والخيول التي تجر العربات وقطع الحجارة والهراوات والأسلحة البيضاء والنارية وقنابل المولوتوف الحارقة" فيما عرف ب"موقعة الجمل" التي جرت في الثاني من فبراير الماضي. واكد مروان وجود ادلة على ان "المسؤولين عن إطلاق النار على المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، هم ضباط من قسم مكافحة جرائم الإرهاب التابع لجهاز مباحث أمن الدولة". من جهة ثانية أكد مصدر طبي بمستشفى شرم الشيخ امس تحسن الحالة الصحية للرئيس المصري السابق حسني مبارك بصورة كبيرة. وأشار المصدر إلى احتمال نقل الرئيس السابق إلى احد المستشفيات العسكرية بالقاهرة. وشاهد مراسل الوكالة الالمانية في شرم الشيخ على البحر الاحمر أعدادا كبيرة من سيارات الحرس الجمهوري تقوم بدوريات في شوارع المدينة السياحية منذ السادسة صباحا، مع تكثيف الانتشار الأمني في الشواع، على غير المعتاد في الأيام الماضية.