في الزمن القديم - أي قبل نصف قرن - كانت تعصف بالعالم العربي توجهات إعلامية شرسة تراكم الاتهامات ضد الأنظمة الملكية، وأن الجمهوريات قد أتت بعد انتظار طويل بالمشرف من الديموقراطية وسواسية الحقوق.. أيضاً سواسية الحضور لمختلف فئات المجتمع.. رأياً وسيادة، وقد واجه ملكان قويان - الملك فيصل والملك حسين - هذا العدوان اللفظي والحرفي ليس بتبادل العداوات معهم وإنما بالاتجاه نحو المجتمع لمواصلة تطويره وضمان حقوق مواطنيه.. نترك ذلك الماضي ونتجه نحو الحاضر.. الآن أعمال العنف الشرسة وتعدّد سقوط القتلى إنما يتم في أنظمة جمهورية قضى رؤساؤها في الحكم.. كل واحد.. مدة زمنية تفوق زمن أي ملك دولة، بل إن القذافي قد قطع مسافة اثنين وأربعين عاماً وهو بين حالتي نبي أو زعيم.. لا يسرنا طبعاً أن نتفرج على هذا التراجع.. ويسعدنا لو أن مجتمعنا العربي التقت قواه عبر مشروعات وخطط تعاون فاستطعنا ممارسة ورأياً وصيانة حقوق أن نجاري دولاً في إفريقيا وآسيا كانت أسوأ أوضاعاً فإذا هي الآن أفضل.. ولا خلاف بأن كثيراً من الشعوب العربية اضطرت الآن للخروج إلى الشارع هروباً من قسوة إمكانيات المنزل، وتعبيراً أيضاً عن الرفض لفردية الزعامة وفردية الاستفادات الخاصة.. ليحدث ما يحدث، حيث ليس هناك وسائل تعبير أخرى، لكن في خضم أكثر من طوفان كيف هو واقع الصحافة؟.. كيف هي نزاهة بث النت وبعض القنوات الفضائية؟.. على سبيل المثال هناك محاولات لاستغفال المواطن.. ذات المواطن الذي بشروه إعلامياً قبل خمسين عاماً بميلاد الديموقراطية في كثير من المجتمعات.. العجيب أن بعض وسائل الإعلام وكتّاباً معينين لديهم عقدة تحامل يتحدثون ويكتبون ادعاءات ليس لها أي نصيب من الصحة.. مثلاً القول بأن هناك تلاقي مصالح بين المملكة وإسرائيل في التأثير على أوضاع التحولات القائمة.. أعطونا منذ قيام إسرائيل بروز أي حالة حتى ولو عارضة مثلت شيئاً من التلاقي.. أم أن الأمر يختص بحقيقة أخرى، وهي أن من فقدوا مبالغ السفارة الليبية أصبحوا يبحثون عن سفارة أخرى.. بكل الأحوال لن ترحب سفارة سعودية بمثل هذا الإسفاف.. أعني محترفي صحافة وكتّاباً معينين ولا علاقة للحكومات إطلاقاً بذلك..