الندوة الثانية من فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان جاءت بعنوان ( الغرب والخوف من الإسلام..الإسلام فوبيا: رؤية السياسيين) بمشاركة الأستاذة الناها بنت حمدي ولد مكناس من موريتانيا، والدكتور نزار عبيد مدني من المملكة، والأستاذ طارق متري من لبنان، والرئيس حادث سيلاديتش من البوسنة، وأدارها الأستاذ محمد رضا نصرالله. وقد تحدثت الناها عن العرب والخوف من الإسلام عبر المنظور السياسي، بأن هذا المصطلح سبق الحادي عشر من سميتمبر لا ناتجا له، إلا أن أحداث سبتمبر وغيرها ساهمت في تكريس مزيد من هذه الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين، إلى جانب الهجمة الإعلامية الموجهة التي صورت الإسلام بأشكال مفزعة لدى الغرب، ومن ثم ربط الأعمال الوحشية بالمسلمين، مشكلا صورة ذهنية مغلوطة جعلت من بعض الحروب تقام تحت لافتة «الحروب الصليبية». وأضافت: بعض مثقفي العرب وعوامهم أسهموا في زيادة تشويه الصورة الحقيقية عن حقيقة الإسلام والمسلمين، مما زاد من الكراهية والعداء للإسلام، مما زاد من تحقيق ما وصفته بالمكاسب لعدد من الساسة الغربيين.. مستعرضة العديد من الآثار السلبية على العرب نتيجة لهذا المفهوم، التي ذكرت الناها منها تأثيره على زيادة العنصرية ضد المسلمين، إضافة إلى تعقيد العلاقات السياسية بين العرب والغرب،..مؤكدة على أهمية تعزيز مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله للتحاور بين أصحاب الحضارات، والاهتمام بإنشاء مؤسسة تتبنى هذه المبادرة، وتقوم بتوعية الجاليات في الغرب، وتصحيح الصورة لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين بمختلف القنوات والوسائل. أما الرئيس سيلاديتش فقد استهل حديثه بشكر المملكة حكومة وشعبا، لما قدمته للبوسنة والهرسك، مشيرا إلى أن تباين الأديان، يفرض تعايشا مشتركا بين الإنسانية جمعاء.. مشيرا إلى أن التقنية باتت تفعل دورا هاما في حياة الشعوب، في ظل عدم احترامها للقيم الإنسانية..مشيرا إلى أن البديل الإيديولوجي يشكل خوفا لدى الغرب، في ظل ضعف الدور تجاه الضعف بتعريف الإسلام للغرب. وقال سيلاديتش : الإنسان يخاف من المجهول، فالإسلام مجهول لدى الغرب ولذلك يخافون منه، فالتغيير في الكون حاصل وهو سنة الحياة، إلا أن التغيير الذي تشهده الإنسانية في أوضاعها المعاصرة خطير جدا، لكونه لا يسمح باستيعاب المستجدات، فهي ظاهرة عامة لها عواقبها، لكون الإنسان في نهاية المطاف كأي كائن حي، ما خاف منه تراجع عنه إلى الوراء أيا كان ما يواجهه من مجهول، كما أن الناس يدركون أن الهوية في خطر، ولذا فهم يبحثون عن حلول لها، إلا أن هذا يقودهم في نهاية المطاف إلى ( نحن وهم) مختتما حديثه بالتأكيد على أن احترام الدين الإسلامي، واحترام كرامة المسلمين من قبل الغرب هو أول الحلول وأس نجاحها. من جانب آخر قال د. مدني: بعد أن حلت حضارة حديثة، فرضت فلسفتها وعلومها وتقنيتها، واجه المسلمون مفترقات طرق شتى، جاء أولها بحلول عصر الاستعمار، ليعقبه مفترق بتحديات جديدة نتيجة التغيرات والتحولات التي شهدها القرن الحادي والعشرين، وما ظهر خلاله من ظهور قيمة جديدة، كمفاهيم العولمة، وصراع الحضارات، لتنصب في قضية أساسها العلاقة بين الإسلام والغرب.. مستعرضا ثلاثة تيارات تجاه الغرب الأول رافض للغرب، والثاني يدعو للتعايش معه، وثالث بين تكيف معه وضبط لهذا التكيف..في ظل الموقف الجماعي للفكر الغربي من الإسلام باستثناءات نادرة تخرج عن ذلك الإجماع تجاه الموقف المضاد من الإسلام. و ذكر مدني بأن هناك مرتكزات ثلاثة قامت عليها الفوبيا الأول يتمثل في رواسب العداء للمسلمين المترسبة في الموروث الأوروبي، والتي يأتي ضمنها الصورة الذهنية التي تكونت خلال الحروب الصليبية، أما المرتكز الثاني فهو: الصراع حول القيم، وثالث تجسده وسائل الإعلام بعد 11 سبتمبر التي زادت من تعميق هذا المصطلح تحت مسمى حرية التعبير. كما تحدث متري عن هذا المصطلح، من خلال ما يقوم عليه من مقارنات، عمقت وجوده وزادت من شيوع الحذر من المسلمين، وما صحبها لدى المسلمين من كراهية للغرب.. مشيرا إلى أنه يجب التفريق بين إنتاج سياسة الكراهية، وموروث الأحقاد، وإلى ما تبع ذلك عن هذا المفهوم عبر لغة معاصرة جديدة شكلا ومضمونا. وقال متري: الرهاب كسائر الأمراض، قابل للمعالجة، ومتوقع شفاؤه، لكن الشكاوى لا توضع في نصابها، فمن يصف الرهاب ينسبه إلى الإسلام، ولا يصفه بنزعته الشخصية إلى العداء خوفا من المغايرة، والخوف الافتراضي، مما يحسب مغايرة مدبرة، فلعقود ثلاثة خلت كان الأجانب عمالا مهاجرين، مما تشكل لدى الغرب هوية ثقافية ووطنية عن المهاجرين العرب، إلا أن الأحداث والمتغيرات أوجدت تغيرا في المواقف وازدواجها، تنامى على خلفية تبعات عدد من الأحداث السياسية. جانب من الندوة الثانية