أنهيتُ مقالي عن الخطوط السعودية ، بسؤال بقي معلقاً وهو كيف تخسر الخطوط السعودية ؟ تفضل المعلقون بالإجابة وهم كثر ، وكل إجابة محتملة الصواب بنسبة عالية جداً .. وأعود لشركة الكهرباء السعودية . المتحدث الثاني في المنتدى الاقتصادي بجدة كان مدير عام شركة الكهرباء ، وهو أيضا سلك مسلك مدير الخطوط . وأقر بوجود خسارة في شركة الكهرباء . وهذا أيضا يدفعنا للسؤال كيف تخسر شركة الكهرباء مع كل ما تستنزفه من جيوب المواطنين ، مع كل ما نراها تتمتع به كشركة وطنية مهمة جدا للحياة اليومية؟! ومما تتمتع به التالي : كونها الشركة الوحيدة في البلد لإنتاج وبيع الطاقة الكهربائية . عند بناء بيت لا تضع العداد ولا تشبكه إلا بعد أن يدفع المواطن مبلغا قدره : أو مبلغا وقدره : 4610 ريالتا للوحدة . وربما يكبر هذا المبلغ مع المساكن الكبيرة أو مع العمارات السكنية ؛ بحيث لو كان في العمارة مثلا عشر شقق لكان ما يردها هو 46100 ريال . وهذا المبلغ لا تكتفي به وإنما تؤجر العداد والذي تم الدفع قبل أن يضاء مصباح واحد في البيت . وشهريا يُدفع للشركة المصونة ذلك الرقم الذي للأسف يدفعه الناس دون تململ من هذه الضريبة الإجبارية وبدون داع ، وقد تقول الصيانة :المبلغ السابق يكون سعر العداد ، ولكنها تعتبر العداد ملكاً للشركة يا سبحان الله !! يرتفع السعر كلما ارتفع الاستهلاك، فتصل المطالبات في الصيف لمبالغ تكاد تكون مرعبة . ونحن دولة تنتج الديزل الذي هو غذاء للمحركات ، حسب علمي.. لا تستثني ولا تعطي فرصة لفقير ، ولو كان المنزل عشة بمصباح واحد ، لقطعت عنه التيار إن لم يدفع ، والبركة في الجمعيات الخيرية تدفع عن المواطن مما دفعه المواطن الآخر.. لا توجد مخاطر تذكر للشركة . فهي لا تعوض المستهلك في حالة انقطاع الكهرباء المفاجئ عن أجهزته التي تلفت . صحيح أن للمصانع والجمعيات الخيرية أسعارا خاصة للكهرباء ، ولكن لا تعوض المصانع عن ما يسببه الانقطاع من خسارة كبيرة ، ولا تضع بديلا تشغيليا لهم يشتغل ذاتيا في حالة انقطاع التيار الرئيسي ..إذاً المخاطر تقل إن لم تكن معدومة بالنسبة لها كشركة تقدم خدمة سائلة .. البترول المستخدم لمولدات الطاقة ، لست متأكدة أنه مجاناً ، لكن إن لم يكن كذلك فهو رمزي السعر. الشركة معفاة من الضرائب ، ولم نر في ميزانياتها المنشورة ما يذكر عن الضرائب .. ولم نسمع عن تبرعات قدمتها الشركة لجمعية أو مستشفى .. فمن أين تأتي الخسارة ؟ الشركة الخسرانة والتي سترفع أسعارها على المواطن المسكين ، تنشر قبل أسبوع إعلاناً في الصحف السعودية على صفحة كاملة ، لتتكلم عن إنجازاتها . وطبعا الإعلان مكلف جدا ، لدرجة نتساءل عن كيف يمكن أن تدفع تلك المبالغ . وهو شيء لا تحتاجه من الناحية التسويقية ، في ظل عدم وجود منافس ، وعدم وجود أفكار لدى المواطن بطلب العوض أو رفع دعاوى على الشركة لتعويضه عن خسارته .. كذا لن يفيدها الإعلان لو كان تسويقياً ، فالمواطن والشركات حتى الآن لم تبحث عن البديل كالطاقة الشمسية مثلا، أو وضع مولدات خاصة إلا اللهم في المناطق التي لا يصلها التيار . إذاً كيف تخسر الشركة ؟ولماذا تفكر في أخذ الخسارة من جيب المواطن ، ومع إقبال أشهر الصيف ، وصيفنا لاهب جدا .. فهل تزيد الكهرباء لهيبه اشتعال؟! عفواً إننا لا نشك ولكن نتساءل والسؤال ليس حراماً..