كشفت جولة "الرياض" خلال الإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني على شاطئ كورنيش "الجعيمة" التابع لمحافظة "رأس تنورة"، أن نحو (90%) من العائلات التي قدمت للكورنيش من مختلف مناطق البلاد، لم تكن تلتزم بتعليمات حرس الحدود الخاصة بأمور السلامة، خاصةً أن شاطئ البحر يمتاز عن غيره في تلك المنطقة بالعمق الكبير. وعلى رغم أن بعض الأسر ممثلة في الأب والأم تركت أطفالها الذين لم يتجاوزوا عامهم الرابع على الشاطئ، ما يجعلهم عرضة لخطر الغرق، إلا أن حالة الإهمال اشتد خطرها بالنسبة للأطفال الذين لم يتجاوزوا 13 عاماً، حيث شوهدوا وهم يسبحون داخل الشاطئ من دون أن يكون معهم أي شخص بالغ من الأسرة. من جهته قال العقيد "محمد الغامدي" المتحدث باسم حرس الحدود في المنطقة الشرقية: إن حرس الحدود لا زال يواجه مشكلة حقيقية مع بعض مرتادي الشواطئ، إذ لا يلتزمون التعليمات، مضيفاً أنه كلما نتحدث مع الشباب بضرورة عدم السباحة في المناطق المحظورة يكون ردهم: "لن يحدث لنا شيء!"، غافلين عن أن الموجة عند عودتها تكون مرتفعة بمعدل مترين إضافيين عن حالتها الأصلية، مما يسهم في تحقق الانجراف نحو البحر مسافة تقدر بنحو (4 م)، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني بأن حرس الحدود لا يبث التوعية، بل ساهم إلى حد كبير في خفض معدل الوفيات في المنطقة الشرقية، فبعد أن كان عدد الغرقى يصل قبل عدة أعوام إلى 35 غريقاً، أصبحنا نتحدث اليوم عن ثلاثة غرقى، مع انخفاض أعداد المتوفين، ذاكراً أن كل ذلك كان بسبب التوعية التي يمارسها حرس الحدود ولجانه. طفلة تلعب على الشاطئ وشدد على أن هناك غياب حقيقي لدى البعض لثقافة السلامة البحرية، وعن حالات الإنقاذ قال: إن هناك حالات لا تتوقف، ففي العام الماضي أنقذنا نحو (200) شخص، مبيناً أن معظم الذين أُنقذوا وقعوا في الخطأ بسبب عدم وعيهم بأمور السلامة. وفي السياق ذاته أوضحت "أم مريم" أن بعض النساء الكبيرات لا يكترثن إلى عمق البحر، ونزلن للسباحة بعباءاتهن، مضيفةً أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الغرق، وبخاصة أصحاب السن الصغيرة، إذ لا يدركون خطورة الغرق في البحر فور نزلوهم له، مشيرةً إلى أن دوريات حرس الحدود التي نشاهدها بفاصل نحو (15) دقيقة، تسهم في كشف كثير من الحالات التي تكون عرضة للخطر على الشاطئ، بيد أن الوعي لدى الأسرة هو المطلوب. من جهته انتقد "محمد علي" الذي ذهب بطفليه لقضاء وقت ممتع معهما حالة اللامبالاة لدى بعض الآباء والأمهات، وقال: إن ترك الأطفال وحدهم على الشاطئ يعد جريمة، مضيفاً أن الوالدين لا يتمنيان لأولادهم الموت، وهذا أمر واضح، إلا أن الجهل بالمخاطر التي تحدق بالطفل عند الشاطئ تسبب الكوارث العائلية، وتؤدي إلى فقدان الأبناء وهذا أمر حصل بالفعل ودائما ما نسمع عنه. يذكر أن إدارة حرس الحدود في المنطقة الشرقية وضعت لوحات تنهى عن السباحة في كورنيش "جعيمة" العميق، كما وضعت إرشادات سلامة تمتد على طول الكورنيش الذي يتشكل من مسطحات خضراء ورمال ناعمة في بعض أجزائه.